والآخر قدمته روسيا السوفيتية. وقد مضى على اللجنة عامان كاملان دون أن تصل إلى الموافقة النهائية على أحد الاقتراحين في أحضان الجمعية العمومية التي تجتمع بباريس أما فحوى الاقتراحين فهي كما يلي:
١ - الاقتراح الأمريكي يدعو إلى إنشاء سلطة دولية لتحسين الإنتاج الذري ليخدم الصناعة السلمية والطب والمواصلات وما إلى ذلك. ويكون لهذه السلطة حق الإشراف على جميع وسائل الإنتاج الذري في جميع الدول ويكون لهل الحق كذلك في أن تمنع أي دولة من الدول من صنع المنتجات الذرية الفتاكة.
ولهذه السلطة الدولية أن تصل إلى فرض مراقبتها على خطوات إلى أن تستطيع نهائيا منع إنتاج القنابل الذرية منعا باتا وعلى نطاق دولي واسع. وقد نص الاقتراح الأمريكي على التخلص من القنابل الذرية الموجودة الآن بحوزة بعض الدول الكبرى، كما نص حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به الدول الكبرى في هيئة الأمم المتحدة يجب أن لا يطبق على الدول التي تخالف هذه السلطة الدولية لمراقبة الإنتاج الذري. وبالإجمال فإن الاقتراح الأمريكي يدعو إلى التعاون الدولي لمراقبة التسلح الذري على أسس عملية تتطلب حسن النية والرغبة في خدمة السلام.
٢ - أما الاقتراح الروسي فهو يختلف اختلافا جوهريا عن الاقتراح الأمريكي في جميع النقاط. ويدعو إلى تحطيم القنابل الذرية الموجودة في حوزة حلفاء الغرب. ومنع إنتاج الأسلحة الذرية من قنابل وغيرها منعا باتا، ويدعو الاقتراح الروسيالأمم المتحدة لمؤتمر دولي يسن القوانين لمنع التسلح الذري ويضع أسس المراقبة الدولية على نطاق عالمي. وأصر الروس على الاحتفاظ بحق الفيتو فيما يخص بشؤون الإنتاج الذري.
ولم يوافق الروس على الرأي الأمريكي القائل بضرورة وضع جميع مشاريع الإنتاج الذري التي تقوم بها الدول تحت سلطة عالمية واحدة تسيطر على جميع وسائل الإنتاج وحدها وتمنع جميع الدول من العمل في الإنتاج الذري منفردين. ورأى الروس أن تظل حرية الإنتاج الذري في يد الدول، ولكن يجب أن يأخذ عليها عهد بعدم استعماله للتسلح وصنع القنابل الجهنمية.
وظلت لجنة الطاقة الذرية تبحث هذين الاقتراحين الروسي والأمريكي سنتين، وكانت