والضار والحق والباطل والناقص والتام والمردود والمقبول والمهم والفضول والبليغ والعيي؛ ثم جاء الكلام بعد ذلك عن الجد والهزل والسخيف والجزل والحسن والقبيح والملحون والفصيح والخطأ والصواب، ولكن القول في الخطأ والصواب لم يتم، كما أن القول في الصدق والكذب والوجوه الأخرى الباقية لم يأت قط. ومن أمثلة ذلك أيضا ما جاء في باب تأليف العبارة (ص٤٤ - ٤٥ من طبعة دار الكتب): (وقد ذكر الخليل وغيره من أوزان الشعر وقوافيه ما يغني من النظر فيها. . . إلا أنا نذكر جملة من ذلك في باب استخراج المعمي تدعو الضرورة إلى ذكرها فيه أن شاء الله).
وليس في نقد النثر كما نشر أي ذكر أو إشارة إلى باب المعمي وذكر العروض والقافية. ومن أمثلة ذلك أيضا أنه جاء في آخر النسخة المطبوعة هذه العبارة:(وأما مراتب القول ومراتب المستمعين له، فقد تقدم القول فيه وبالله التوفيق).
وإذا تصفحنا كل ما جاء في النسخة المطبوعة لم نجد ذكرا أو إشارة (لمراتب القول) ولا (لمراتب المستمعين له) على الحقيقة؛ وبهذا يظهر أن المخطوطة الأسكوريالية والكتاب كما طبع ناقصان نقصا كبيرا، وأن محقق الكتاب لم ينتبه إلى هذا النقص الواضح أو لعله أغمض عينيه عن هذا النقص، وتلمس في بعض الأحيان تعللات لا تقوم وفرضها في الكتاب، وبدليل أننا نجد كل هذا المفقود قد جاء بالنسخة المخطوطة التي بأيدينا، فقد جاء فيها ذكر البيان الرابع وهو الكتاب، واستغرق من اصل الكتاب جزءا كبيرا أصليا، كما جاء فيها الكلام على باب المعمي وذكر العروض والقافية بتفصيل كامل واف. وكذلك جاء فيها ما بقي من وجوه الحديث وجهاً وجها. وكذلك مراتب القول ومراتب المستمعين له مرتبة مرتبة، فكانت مخطوطتنا بهذا التحقيق هي النسخة الكاملة للكتاب. ويظهر أن مخطوطة الأسكوريال كانت ناقصة أو نسخت من أخرى ناقصة فزاد فيها كاتبها ما يشعر بالتمام وهو قوله (وقد تقدم القول فيه وبالله التوفيق)، وهي عادة معروفة عند الوراقين كما حصل مثل ذلك في كتاب الوزراء والكتاب للجهشياري مثلا.
وأهمية مخطوطتنا لا تنحصر في أنها النص الكامل للكتاب كما كتبه مؤلفه (أي أكثر من ضعف النص المطبوع)، بل أن لها أهمية أخرى أكبر من ذلك، وهي معرفة مؤلف هذا الكتاب على التحقيق. فقد ذكر المؤلف في مخطوطتنا اسمه كاملا في أثناء كتابه على عادة