المؤلفين القدامى، فقال في أول البيان الرابع، وهو الجزء المقود من النسخة الأسكوريالية:(قال أبو الحسن اسحق بن إبراهيم بن سليمان بن وهب الكاتب قد ذكرنا فيما تقدم من كتابنا هذا بنعمة الله. . .). وهو تصريح يبطل نسبة الكتاب إلى قدامة بن جعفر، ويضع حدا فاصلا للنزاع في مسألة مؤلف الكتاب، كما أن مخطوطتنا زيادة على هذا تحمل الاسم الصحيح للكتاب، وهو كتاب (البرهان في وجوه البيان).
وإنه وإن كنا لم نعثر على اسم هذا الكتاب، أو اسم مؤلفه مذكورا في أي مرجع من المراجع المعروفة عندنا، فقد وصلنا إلى أن هذا الكتاب ليس لقدامة وتحققنا من نسبته لأبي الحسين، وليس ذلك فقط من اجل أن المؤلف قد ذكر اسمه في أثناء كتابه بل من اجل أدلة أخرى مضمومة إلى هذا الدليل:
أولا: يذكر مؤلف الكتاب في أثناء كتابه أربعة كتب له: وهي: الإيضاح، وأسرار القرآن، التعبد، الحجة. وهذه الكتب الأربعة لم يذكرها أحد من مؤرخي قدامة في فهرس كتبه أو ما يشبهها في الاسم أو الموضوع، كما أنهم لم يذكروا له كتابا باسم (نقد النثر).
ثانيا: وقد نسب إلى قدامة كتاب في الكتابة، ولكن هذا الكتاب لم يسمه قدامة باسم (البرهان) أو (نقد النثر) وإنما سماه (كتاب الخراج وصناعة الكتابة)، وهو غير الكتاب الذي بأيدينا، فإن كتاب قدامة هذا، أو على الأصح النصف الثاني منه معروف، وأوجد مخطوطة منه بمكتبة كويرلي بالآستانة، وقد استنسخ شارل شيفر هذا المجلد الباقي من كتاب قدامة، وهذه النسخة محفوظة بدالا الكتب الوطنية بباريس وقد استخرج دي فويه نبذا منها وطبعها تحت عنوان (كتاب الخراج) وهذه النبذ هي الأبواب الثاني والثالث والرابع والخامس والحادي عشر من المنزلة الخامسة، والبابان السادس والسابع من المنزلة السادسة. واسم هذا الكتاب في هاتين النسختين (الأصلية والمنقولة)(الخراج وصناعة الكتابة)، وقد وصف ياقوت هذا الكتاب في ترجمة قدامه بقوله:(وله كتاب الخراج وصناعة الكتابة)؛ وله كتاب الخراج رتبه مراتب وأتى فيه بكل ما يحتاج الكاتب إليه، وكان على تسع منازل، وكان ثمانية فأضاف إليه تاسعا). ويقول المطرزي في كتاب الإيضاح شرح مقامات الحريري (مخطوطة المتحف البريطاني)(وله تصانيف كثيرة منها كتاب (الألفاظ) وكتاب (نقد الشعر)، وهو حسن للغاية طالعته ونقلت منه أشياء، وقيل هو لوالده جعفر. ومنها كتاب