للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حتى إذا التقيا طلعت عليهما ... بالنصر تشقى من تشاء وتسعد

فرددت شخص الشرك، وهو مسربل ... خزياً، ودين الله وهو مؤيد

حكمت بأسك فيهم: فمكلم ... ومجدل، ومشرد، ومصفد

كما يحدثك عن هذا النزاع الذي كان قائماً حول جلق (دمشق) أتبقى في حوزة المصريين، أم يحكمها غير المصريين، وكانت الغلبة غالباً في جانب المصريين، وهو حين يحدثك عن هذا الفتح يشعرك بما في نفوس المصريين من حب لأن تبقى دمشق ضمن حدود مملكتهم، وأن يخفق عليها علم الإمبراطورية المصرية. حتى إنه حينما كان يأتي البشير بفتح دمشق يزين المصريون دورهم، ويرفعون الأعلام على شرف الجدران تخفق كما تخفق قلوبهم بالفرح والسرور، واستمع إليهيقول:

قد قلت إذ جاء بالفتح البشير به ... الله أكبر هذا غاية الأمل

ترنح الدهر، واهتزت معاطفه ... وراح يسحب ذيل التيه والجذل

والأرض قد أخذت للناس زخرفها ... وازينت، فهي في حلي وفي حلل

مسرة في قلوب الناس قد ظهرت ... حتى على شرف الجدران والقلل. إلخ

وهو يؤمن بأن دمشق سوف تنال الخير والسعادة، وسوف تصبح في دعة وأمن ما دامت ضمن المملكة المصرية:

فليهن جلق أنها قد أصبحت ... في مستقر الملك، لا تتحول

وأنا الضمين بأن سيسلي جلقاً ... عما مضى من غمرها ما يقبل

ونختم حديثنا عن مدحه بتلك القطعة الصغيرة لتكون نموذجاً لبقية مدحه، قال يمدح الملك الكامل:

الله جارك، والورى أنصار ... فانهض، ونل بهما الذي تختار

خضعت لهيبتك الأقارب والعدا ... وجرت بوفق مرادك الأقدار

ملك إذا امتدت يداه إلى الظبا ... يوم الوغى تتقاصر الأعمار

من وجهة قمر ينير، وسخطه ... قدر يبير، وحدسه إبصار

وإذا القلوب تطايرت في موطن ... نزلت عليه سكينة ووقار

ملك له من باسه وغنائه ... حصن أشم، وجحفل جرار

<<  <  ج:
ص:  >  >>