والغريب أنه كثيرا ما يرتاب في حبها له ويخشى أن يكون منها ضربا من الشفقة والمواساة. و (الزين) إذا ارتاب تغالي فاستحال عليه الاطمئنان. . . وقد رحمها الله من هذا الارتياب العنيف إذ ماتت قبله بنحو سنتين وحاول هو أن يرثيها فلم يستطع ومات وفي صدره قصيدتها.
الزين الوالد:
ومن المؤلم أنه نكب في أولاده فماتوا في طفولتهم. وأخيرا رزق طفلا هو الآن في الثامنة من عمره، ولكنه مع الأسف نكب فيه حيا بأفظع مما نكب في أخوته أمواتا! فقد اكتشفت مدرسته الأولية ضعفا في نظره بالرغم من حسن منظر عينيه؛ وهرع (الزين) إلى الطبيب، وحينئذ علم أن الولد مصاب بمرض وراثي له أثره الخبيث في شبكة العينين وأنه من المحتمل أن يفقد الأبصار في مرحلة الشباب!
وخرج من العيادة ضرير الماضي يجر في يده ضرير المستقبل.
الزين العائل:
كان يعول الفقيد العزيز بخلاف ولده هذا زوجة كريمة تقية ولست ادري شيئا عن مصيرهما بعده.
والرأي لأولي الأمر لعلهم أن يعملوا على تقرير معاش لهما. . فلقد أفنى الرجل نضارة عمره في الإنتاج الدبي المثمر أكثر من عشرين عاما بين جدران (دار الكتب) دون أن يحظى بالتثبيت في وظيفة دائمة بسبب عاهته، بينما حظي به آلاف من ذوي العيون التي لم تقرأ كتابا واحدا!!