فأقسم لو يبغي وصالا بشعره ... لجانبه من لم يكن بمجانب!!
أما علاقته بشيوخ الأدباء وكهولهم فكانت مشبعة بالصفاء والوفاء لمحض المودة من جهة وتقديرا لأدبهم من جهة أخرى. فمثلا كان يوقر حضرات أعضاء لجنة التأليف (وبخاصة أحمد أمين وأحمد زكي). . . مكان يعشق أسلوب (الزيات) ونظم في هذا الصدد قصيدة بائية رائعة لم احفظها للسف ولم تنشرها (الرسالة) حتى لا تتهم بمحاباة رئيس تحريرها فيما أظن.
وكان يعجب بطه حسين إعجابا بالغا بدا بعضه في تقريظه لكتاب (مع أبي العلاء في سجنه) بأبيات بارعة جاء فيها:
يا مؤنس المسجون في سجنه ... وسلوة المحزون من حزنه
من كنت في السجن له صاحبا ... فسجنه الجنة في حسنه
أساء بالعالم ظنا. . . ولو ... أدركته حسن من ظنه
أقسم لو خير في عينه ... وفيك لأختارك عن عينه!!
إحساس الزين:
ولعلي لم أصادف كثيرين في مثل دقة إحساسه. وبالرغم من تسامحه الملحوظة مع معارفه فقد كان ينفعل وأحيانا ينزوي في بيته عن الناس جميعا أياما بل أسابيع إذا أحس بإهانة صغيرة من أحدهم. وربما كانت دقة إحساسه من أهم أسباب استمرار غبنه لخجله من الشكوى.
أذكر أنه طلب مقابلة أحد الوزراء يوما ما ليرجوه في انتشاله مما لحق به من غبن، فتذكر الوزير كصديق قديم واحتفل به وأخذ يردد له بعض ما يتعلق بماضيهما فآثر (الزين) أن يقصر المقابلة على استعادة الذكريات دون أن يخدش إحساسه برجاء!
الزين المحب!
وعلى كثرة ما باح به لأخصائه من أسراره فإنه لم يبح لأحد بشيء عمن أحبها وإن كان دائم البوح بطهارة حبه وطهارتها.
كانت هذه مصدر شعره الغزلي الجيد من نحو (عاود القلب حنينه) و (علينا بالأماني) و (ما