للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حب الإسلام والثقافة السلامية.

- ١ -

تخرج محمد إقبال في الكليات العصرية، ودرس فيها علوم الفلسفة والتاريخ إلى أن نال الشهادة العليا في الفلسفة. فعين معلما للفلسفة في الكلية الأميرية بلاهور، وذلك في السنوات الأولى من هذا القرن؛ ثم سافر إلى لندن، وأقام في جامعة كيمبردج زمنا يدرس الفلسفة والحقوق إلى أن منح شهادة المحاماة - ثم سافر إلى برلين لدراسة الفلسفة ومازال بها حتى نال لقب ورجع إلى مسقط رأسه سالما غانما.

نشأ إقبال مفطورا على التأمل والتعمق في حقائق الكون، وبدأ يقرض الشعر وهو في عهد الطلب. وظهرت من أول قصائده إمارات النبوغ والكمال، مع أنها كانت منسوجة على منوال شعراء العصر في الغزل والنسيب؛ ثم اخذ يقرض مقطوعات شعرية في الطبيعة وذكرى بعض الشعراء ورثاء بعضهم حتى ترقت فكرته الشعرية وأخذ يحس بما ناب وطنه وأهله من النوائب، فبدأ يجيش صدره بأبيات في الوطنية تأخذ بمجامع القلوب وتحرك النفوس الخامدة. ومن احسن قصائده في هذا العهد وابلغها أثراً في القلوب قصيدة نفثة مصدور، (تصوير درد) التي صور بها حال الهند السيئة وما فيها من تطاحن وشقاق بين أبنائها. وهي أول شعر مع عرف به الناس أن ناسج برده شاعر مطبوع يلهم القول إلهاما. وكذلك نجد كلمته (بلال) الروح الديني الذي امتاز به الشاعر، والذي جعله في ما بعد يتبوأ كرسي شاعر الإسلام الخالد الذي كان فارغا منذ مئات السنين. وجملة القول أن شاعرنا في أول عهده بالقريض، كان شاعرا مطبوعا وكنيا يترقرق الإخلاص في كل ما يجيش به صدره؛ لكنه لم يكن إذ ذاك الشاعر الحكيم الذي يشعر بتفكك أوصال الرابطة الإسلامية، فيدعو أمته إلى الاستمساك بعروتها الوثقى، وينظر في مساوئ الحضارة الغربية فيحذر أهل الشرق من الوقوع في شركها والانخداع بمظاهرها الخلابة. . .

- ٢ -

سافر محمد إقبال، أستاذ الكلية الأميرية في لاهور إلى لندن وبرلين ليتخصص في الحقوق والفلسفة، وقد شاهد الناس هذا الشاب الهندي في جامعات كيمبردج زبرلين مكبا على

<<  <  ج:
ص:  >  >>