للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفي هذا يقول الجنيد:

الوجد يطرب من في الوجد راحته ... والوجد عند حضور القلب مفقود

قد كان يطربني وجدي فاشغلني ... عن رؤية الوجد من في الوجد موجود

والجنيد صوفي متنسك وهو زيادة عن ذلك عالم فقيه محدث وله كثير من المؤلفات منها (كتاب التوحيد، وكتاب الفناء، وكتاب الميثاق، وكتاب دواء الأرواح، وكتاب آداب الفقر، وكتاب سر أنفاس الصوفية، وغير ذلك كثير) كما أن له رسائل هامة وأجوبة على كثير من الأسئلة التي كانت توجه إليه. وكان ورده في اليوم ثلاثمائة ركعة وثلاثين ألف تسبيحة. ولما حضرته الوفاة جعل يصلي ويقرا القرآن فقيل له لو رفقت بنفسك في مثل هذا الحال؟ فقال: لا أجد أحوج مني إلى ذلك الآن، وهذا أوان طي صحيفتي. ثم فاضت روحه، وكان ذلك سنة ٢٩٨ للهجرة النبوية، فبكاه الأمراء والعظماء وسارت وراء نعشه بغداد كما كانت تسير وراءه أيام حياته، وحزن عليه الأصحاب والمريدون.

أسيوط

عبد الموجود عبد الحافظ

<<  <  ج:
ص:  >  >>