للسخرية من هذا المنطق. ومن ذلك أيضا الحجة الدامغة التي أجراها على لسان حمزة الزوزني عندما رد على الرجل الذي اعترض على الحاكم لأنه يسأله ويجب أن يكون عالما بما يسأله عنه أن كان إلها حقا. . . رد حمزة بأن الله يسأل عباده يوم القيامة عما فعلوا بدنياهم وهو عالم به!
وما هو (المجمع الفارسي) الذي يعمل لهدم الإسلام في مصر؟ أليس إبهامه في الرواية يوهم بأنه كان هيئة رسمية في الدولة الفارسية الإسلامية!؟.
وحقا أن الشعب المصري كان إذ ذاك ضعيفا مسكينا مسالما، ولكن لم إبراز ذلك على المسرح والتنويه به على أنه صفة دائمة له وفضيلة راسخة فيه؟
وتنتهي المسرحية بختام يبدو غير طبيعي، فإن ست الملك أخت الحاكم بأمر الله التي كانت تقاوم جبروته وتعمل على أن ترده إلى صوابه ولما يئست منه دبرت قتله - تلتقي به في خلوته بجبل المقطم فيجري بينهما حوار يبدي فيه الحاكم ندمه ويستغفر ربه ويطلب منها الصفح عما بدر منه في حقها، وكان هذا يقتضي أن ترق له وتحول دون تنفيذ القتل بعد ما بان لها صلاح أمره. ولست أدري هل المؤلف هو الذي جعل الحاكم يصحح موقفه أمام أخته ثم تقتله، وهي عنصر خير في الرواية، أو حدث تعديل هذه النهاية في الإخراج ليكسب يوسف وهبي (ممثل الحاكم) محبة الجمهور وعطفه. . .؟
ويدل الإخراج والتمثيل على الكفايات المختلفة التي تضمها الفرقة المصرية الآن، وقد أعجبني بل أطربني أن ممثلي الفرقة ينطقون اللغة العربية نطقا طبيعيا كأنها اللغة اليومية العادية، فلا تكلف إلقاء ولا نبرات خطابة ولا تعثر في التلفظ، وهذا شيء آخر غير النطق السليم فلا تخلو الحال من بعض الخطأ في الضبط مما لا يسلم منه لسان. وقد أثبتوا أن الفصحى هي لغة المسرح الراقي وأنها تفي بكل أغراضه حتى التهكم والتفكه، مما يزعم بعضهم أنه لا يؤدى إلا بالعامية، وقد برع فؤاد شفيق في ذلك حنى تكاد عربيته تقطر ظرفا وفصاحة. أما رنين جرس العربية على ألسنة الممثلات فهو المطرب حقا. . ولله در أمينة رزق! فهي عروس هذه المسرحية، وقد أدت دور (ست الملك) فأجادت في مواقفه المختلفة، وخاصة عندما دخلت على الحاكم مع قواد الجيش، وطعنها الحاكم في شرفها، فمثلت الانفعالات النفسية أدق تمثيل. وأعتقد أن أمينة رزق أجدى على اللغة العربية من المجمع