للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

اللغوي! وهي في ذلك قوة لا يستهان بها ولا تقل عن أم كلثوم في غناء شعر شوقي.

وقد تعاون المؤلف والممثل (يوسف وهبي) في تصوير شخصية الحاكم بأمر الله وتحليل نوازعه. وقد تحول يوسف وهبي في هذه المسرحية، عن طريقته المعروفة، تحولا محسوسا، وذلك لطبيعة الدور، فهو يمثل شخصية جبار متألمة يتكلم في رقة ممزوجة بالاستخفاف لأنه يملك كل سيئ ولا يحتاج إلى العنف والتهريج، وقد كان يوسف وهبي يكتسح ويتغلب بالكلام والصياح، أما الآن فهو يطيح بالرؤوس ويزهق الأرواح وهو هادئ وديع رقيق، ولماذا يصخب وهو القادر على كل شيء؟! وهذه هي طبيعة الموقف ولا شك. ولكن لم لم يستخدم يوسف وهبيأو الحاكم بأمر الله قدرته في (تكبير) الممثلة الفتاة التي مثلت (أم الحاكم)؟ لقد كانت تسرع إلى حضنه رشيقة لفاء خفيفة الحركة. . له في ذلك حكمة!

والغلام الذي أتى به الحاكم ليذبحه في أثناء رياضته للتخلص من الضعف البشري - لم يكن يشبه ابنه عليا كما اشترط ذلك إمعانا في الرياضة، ولم يكن يشبهه تمام الشبه كما قال عندما شاهده. وأظهر فرق بين علي وبين الغلام (مرجان) أن الأول أبيض والثاني أسود فاحم؛ وقد مثل الاثنين بنتان. . . وكان صوت علي صوت بنت هي التي مثلته.

وثمة كلمة أخيرة يقتضيها إنصاف المؤلف، فقد نشرت الإعلانات عن الرواية بالصحف والمجلات وعلقت بالجدران، وأظهر ما فيها يوسف وهبي وصورته في دور الحاكم بأمر الله ثم اسم زكي طليمات مخرج الرواية. أما المؤلف فلم يبد اسمه إلا في بعض الإعلانات. . . وفي الآخر وبـ (بنط) صغير. . . حتى الإذاعة. . . لما أذاعت الرواية لم تكتب في برنامجها اسم المؤلف!

وأذكر أن يوسف وهبي أعلن أنه يمد يده إلى الأدباء ليعاونوه بالتأليف على النهوض بالمسرح، فهل هو يمد يده إلى الأدباء ليبتلع إنتاجهم ويطوي أسماءهم، ويأكل لحمهم ويرمي عظامهم؟. . .

ذكرى الزين:

في مثل هذا الأسبوع من العام الماضي توفي الشاعر الراوية الأستاذ أحمد الزين. وطالما لقيت هذا الصديق الفقيد في خلال هذا العام. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>