للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهذا لسان عربي مبين) سورة النحل.

(التكون من المنذرين بلسان عربي مبين) سورة الشعراء.

(ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم). سورة الروم.

(وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا) سورة الأحقاف.

وقد سمى ابن منظور كتابه (لسان العرب) وسميت المدرسة التي كان يرأسها رفاعة بك الطهاوي (مدرسة الألسن).

هذا وقد أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن يقرءوا القرآن بلهجات العرب.

وتلك الإباحة تفهم من الحديث الذي رواه صفوان بن سالم ويرشد إليها الحديث المرفوع (اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها).

وقد جاءت تلك الإباحة لأنها في الواقع لا تؤثر في المعنى ولا تخل بنظم الآية، وهذا النطق من القبائل مترتب على عادتهم اللغوية وطرية أدائهم للألفاظ؛ فالقبيلة التي اعتادت ألسنتها على الإمالة يكون العسير عليها أن تنطق بالفتح، التي تسهل الهمزة يكون من الشاق عليها تكلف النبر.

فليس من الممكن إذن التضييق على القبائل العربية يجعلها على نهج واحد وتسلك طريقا يعينها مخالفة بذلك عادتها اللغوية أو لهجتها؛ ودين الله يسر لا عسر؛ إلا أن اللهجات المستكرهة التي فيها إبدال حرف مكان حرف أو زيادته كطمطمانية حمير وكشكشة أسد وعنعنة تميم واستنطاء هذيل وسعد بن بكر والأزد والأنصار وغير ذلك من مستكره اللهجات تعتبر القراءة بها شاذة من الناحية الشرعية حيث لا تصح بها الصلاة والعبادات؛ أما من الناحية اللغوية والأدبية فلا خلاف في أنها منهل مورود لطلاب اللغة وآدابها.

ويرجع الخطر من الناحية الشرعية على اللهجات المستكرهة إلى ما اشترطه أئمة الشريعة في القراءة الصحيحة من أنها يجب ألا تخرج عن كونها.

١ - صحيحة السند.

٢ - ووافقت العربية ولو بوجه.

٣ - ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا. فإذا جمعت هذه الشروط تعد واجبة القبول سواء كانت من القراء السبعة المشهورين أم العشرة أم غيرهم من الأئمة المقبولين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>