للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهمزية، المسمى (باللمح الفردية العزية، في شرح القصيدة (الهمزية)، فصرت مهما كتبت أعرضه على أسماعه، وقلت:

عروسة صوان بدا عطفها ... على صبها مذ هدا عطفها

وقابلت معه المعراج، والمولد النبوي، وشرعت في أوائل شعبان في مقامة يمينة، وعرضتها عليه مقابلة فأحب أن ينسخها لنفسه، وسميتها (العمامة اليمنية في المقامة اليمنية)، وألحقت بها (المقامة الموسومة بالحمامة الورقا القصرية في المقامة العنقا المصرية) وأتبعتها (بالصمصامة الهندية في المقامة الهندية) وكنت وصفت (الكمامة النرجسية السندسية، في المقامة الأنسية القدسية).

الختام:

ولما دخل شوال تحرك المحب الرحال السيد موسى الكريمي إلى المسير ناحية (غزة) وطن الصبابة، ونزل الأعزة، فطلب الأخ الشيخ محمد التوجه صحبة المذكور، إلى الوطن الأصلي المشهور، فأردت إبقاءه إلى أن يقع لي الإذن بالذهاب، ثم خشيت أن أطول عليه أدان الفراق، والاغتراب، لعدم ظهور وقت المسير، إلى تلك الديار، على أني كنت وعدت الزائر بالعود لدياره صحبة الأهل والعيال وطول الإقامة في جواره، فرغب في إنجاز الوعد، فقلت لم يأت الإذن بعد، وحصل التوجه أواخر شوال المطير بمياه الأشجان، وخرجت معه للوداع إلى القرشي والدجاني. ولم يقسم له نصيب في زيارة الكريم والخليل، فقرأنا لهم الفواتح، وحرضت الأخ على إظهار خفي الطريقة في الديار المعزية والمصرية ذات الأطوار العبيقة، وكان يوم الفراق لدغ إحراق. ولما رجعنا من وداعه بقينا أياما في توحش اجتماعه، وما طال أمل الإذن بالتوجه إلى ذلك المنتزه النزيه وأقمنا نتدارك أمر السفر إلى أوائل صفر، واتضح لنا الإذن المشير بالمسير، وجاءتنا نصاح لنعدل عن الرواح، فاعتذرنا، ولما سهل الحق الأسباب، توجهنا غلس صبيحة يوم الاثنين الثالث من صفر المبارك إلى جهة فلسطين المسماة (بالرملة) البيضاء، ومنها القصد إلى (غزة) ذات اليد البيضاء.

وفي التاريخ ختمنا (الأردان) بطابع ختامه مسك وهكذا كان، فإن التوجه والنية المقصودة الحج. وهاتيك المعالم المشهودة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>