وعدت فوجدت بنتي المحمية لسرى وقلبي، المقربة إن شاء ربى، متمرضة بأمر جرئي، فقاد كلبا ذيله طويل، وبعد أيام غابية لا قليلة، أحبت مجاورة مولاها بنفس ذليلة. فحصل بفراقها ألم مؤلم، وذلك في الليلة التاسعة من شهر رمضان.
وترجمتها في رسالة أسميتها:(الغيوب الملجمة، والغيوث المسجمة، في ترجمة ابنتي المنفية قدرا سما، الشريفة الصديقة العباسية علما) وقد كتبت على شاهدة قبرها مؤرخاً:
قصر الجنان من يدي ... جدي هنا تسلماَّ
رضوان ربي دائما ... يهمي عليها كالسما
وما زالت المدامع بعد بعدها سخية إلى تمام ذلك العام
سنة ١١٤٩هـ البدو يسلبون الشيخ التافلاتي:
وبعد دخول العام الجديد سنة ١١٤٩ ورد علينا الأخ الشيخ محمد التافلاتي، وأخبر أنه جاءنا على طريق التيه وأخذ منه أعراب الطريق بعض أثواب، وكتابا من الصديق الشيخ محمد الحفناوي في أوائل شهر ربيع شرعت في تأليف مولد نبوي وسمته (المولد الدري في المولد النبوي) وقرأته ليلة المولد على الإخوان متبركا
وجاءنا في هذه الأثناء السيد علي من بيت كريم الدين صاحب الجدود الخرفغببفاخرة، والحسب، وكان مجيئه في جمادى الأول بعدما طلع لأرض الروم، ونزل وتوجه من القاهرة، بوجود غير سافرة، ووصل إلينا مفصول العرا، كمن قرا ولكنه ما درى، وكنت أرسلت للأخ الشيخ محمد الحنفي كتابا محرضا له على الحضور لنزل قدس وافر السرور، فتيسر الأمر عليه وقدم والسعد بين يديه، منتصف جمادى الثاني سنة ١١٤٩ مصحوبا بالتهاني. وأرسلت ولدي يستقبله فرحا بقدومه، واشتغلت بنظم أبيات، أسمعتها له غب الإتمام فسر بها، وكانت ساعة التلاقي ميمونة. ومطلعها:
در كؤوسي من الرحيق الشهيَّ ... ثم ثنى من العتيق البهي. الخ
ولما استقر به المقام، وحل الرحاب منه، سار ذكره كالمثل السائر، وكنت أكتب في شرح