وفي منتصف جمادى الثاني ليلة الخميس، انتقل شيخنا العالم العامل المحدث الفقيه الشيخ محمد شمس الدين أبو الوفاء الخليلي إلى المقام الأرفع، فكانت ليلة ليلاء على أهل إيلياء، كان رحمه الله جاور في الجامع الأزهر، ثم ورد إلى بيت المقدس، فانتفع به أهلها، وقد أخذت عنه الإجازة في الحديث سنة ١١٢٢هـ لسند عال، ثم تأكدت المحبة بيننا وبينه لتكرر الخطوات القدسية، ثم نمت وزادت سنة (١١٣١هـ) لتأهل في الديار القدسية، وقد ذكرته في النحلة النصرية في الرحلة المصرية) وقد تكررت صحبته في زيادة الخليل، والكليم، وقلت مرتجلا في امتداحه:
أيها الذات في حمى الذات قيلى ... فلقد لدَّ لي لديها مقيلى
وبعد وفاة الشيخ بثلاثة أيام اندرج بالوفاة إلى رحمة الله صديقنا الشيخ برهان الجعفري الرفاعي الخليلي الأوطان، وكان المذكور اجتمع علينا في ثاني خطرة للزيارة الخليلية وأظهر المحبة كأخيه الشيخ أحمد السابق للمنازل الإحسانية، وقد ظهرت لهما على أخبر به بعض أتباعه، كرامات تعرف بمقامه.
وفي أواخر هذا الشهر ورد على كتاب من الأخ اللقيمي وفيه:
شوقي إلى علينا جنابك طافح ... أخفيه وهو خفي سر فاضح
فأجابته بكتاب:
للعارفين خواتمٌ وفواتح ... أنداؤها في العالمين فوائح
وفي أوائل شهر رجب شرعت في عمل مقامة مشيرة لفن الأدب سميتها (المدامة الشامية في المقامة) أودعت فيها من القصائد الجامعة، وشرعت في أخرى (مغربية) وسميتها (الغمامة الغربية في المقامة المغربية).
ثم شرعت في شرح قصيدة الإمام الحجة صاحب المنهاج.
الرحلة إلى الديار الرومية:
وفي ذي الحجة تحرك الخاطر إلى الديار الرومية، وما زال والعزم يتقوى إلى أن دخل محرم، فتوجهت إلى الشام لأجل أن يكون المسير مع ركب الحجاج، وشرعت في الرحلة الرومية الثانية وأسميتها (الخلة الغانية الدانية، في الرحلة الرومية الثانية) وعدنا منها ثاني