٢ - لغة تميم وكثير غيرهم عدم الفك في المضارع المضعف المجزوم والأمر: مثل شد ولم يشد قال جرير:
فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وفي القرآن قوله تعالى:(من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) في قراءة القراء ما عدا نافعاً وان عامر وأبا جعفر الذين قرءوها بفك الإدغام وقوله تعالى (لا تضار والدة بولدها) في قراءة من جعل (لا) ناهية وتضار من الضرر وهم ما عدا ابن كثير وأبا عمرو ويعقوب وابن محيصين واليزيدي الذين جعلوا (لا) نافية فرفعوا وأبا جعفر في بعض طرقه الذي جعل تضار من ضار يضير وما عدا الحسن الذي فك الإدغام فقرأها لا تضارر. وقوله تعالى:(وأن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً) بالجزم وتشديد الراء رواية أبي زيد عن المفضل عن عاصم، أما الباقون فبالرفع أو جعلوا الفعل من ضار يضير وجزموا، وقرأها أبي بن كعب يضرركم مجزومة، بفك الإدغام.
وقد ورد كثير في القرآن علة لهجة الحجازيين، منه قوله تعالى:(ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم)(أن تمسسكم حسنة تسؤهم. أن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله. أشدد به أزري. واغضض من صوتك. واحلل عقدة من لساني. . .).
وهناك من بني تميم من يحرك آخر الأمر في المضعف بحركة فاء الكلمة فيقول مُدُّ بضم الدال تبعاً للميم وعضًّ بفتح الضاد تبعاً للعين وعزَّ بكسر الزاي تبعاً لعين. إلا أن القبائل العربية جميعها اتفقت على الإدغام في هلم وحركت آخرها بالفتح ما عدا قبيلتي كعب وغني فإنهما حركتاه بالكسرة غاية ما في الأمر أن الحجازيين استعملوا هلم للمفرد والمثنى والجمع تذكيراّ وتأنيثاً بدون إلحاق ضمائر وبنو تميم ألحقوا بها ضمير المؤنثة والمثنى والجمع بنوعيه. كما اتفقت قبائل العرب على فك الإدغام في صيغة التعجب التي على وزن أفعل به فيقولون أحبب بمحمد.
٣ - يجوز الإبدال عند التميميين في الاستثناء المنقطع التام المنفي، والمنقطع هو ألا يكون الاسم الذي بعد إلا من جنس ما قبلها ومنه قول الشاعر:
وبنت كرام قد نكخنا ولم يكن ... لنا خاطب إلا السنان وعامله