أدفوه دفوا إذا أجهزت عليه فذهبوا به وقتلوه فدفع الرسول صلى الله عليه وسلم ديته.
وإن اختلاف القراء في التخفيف والنقل واسع جدا وأكثر ما يرد التخفيف من طريق القراء الحجازيين كابن كثير وابن محيصين المكيين ونافع وأبي جعفر المدنيين وأبي عمرو التميمي البصري لأن مادة قراءته عن أهل الحجاز. ومما يلحق بهذا أن التميميين يقولون في الأمر من سأل اسال وقد وردت كثيرا في رواية حفص عن عاصم:(فاسأل الذين يقرءون الكتاب. واسأل القرية. فاسأل بني إسرائيل. فاسأل به خبيرا. واسألوا الله من فضله). أما الحجازيون فيقولون في الأمر سل، وقد جاءت في رواية حفص أيضا (سل بني إسرائيل. سلهم أيهم بذلك زعيم) وبعض القراء كابن كثير، يقرأ ما جاء في رواية حفص بلغة الحجازيين فيحذف الهمزة وينقل حركتها إلى ما قبلها فمثلا:(واسأل القرية يقرؤها سل القرية).
٩ - لغة تميم تسكين الوسط المتحرك تخفيفا قال السيوطي في كتابه الإتقان: قال أبو عبيدة: أهل الحجاز يفخمون الكلام كله إلا حرفا واحدا وهو عشرة إذا ركبت مع إحدى واثنتين إلى التسع فانهم يجزمونه، وأهل نجد يتركون التفخيم في الكلام إلا هذا الحرف فانهم يقولون عشرة بالكسر: وقد قرأ جمهور القراء بسكون الشين وقرأ مجاهد وطلحة وعيسى بن عمر ويحيى بن وثاب وابن أبى ليلى والمطوعي عن الأعمش بكسر الشين وذلك في قوله تعالى (اثنتا عشرة عينا). هذا وقد ورد في القرآن كثير من الألفاظ قرئت بإسكان وسطها وتحريكه كرسلنا وخطوات ونهر ولا يمكن حصرها وحصر قرائها في مقال، وقال جرير على طريقة التميميين:
سبروا بني العم والأهواز منزلكم ... ونهر تيرى فما تعرفكم العرب
بإسكان الفاء من تعرفكم مع أنه لم يسبقه جازم.
ومما يلحق بهذا الإسكان ضمير الغائب والغائبة هو وهي، فالتميميون إذا سبقوا الواو أو الفاء أو اللام أو ثم، يسكنون الهاء. وهي تجري بهم. وهو بكل شيء عليم. فهو خير لكم. فهي خاوية. لهى الحيوان. ثم هو وقد قرأ أبو عمرو والكسائي ونافع من رواية قالون والحسن واليزيدي بالإسكان وأبو جعفر في أغلبها بالإسكان، أما الحجازيون فإنهم يتركون الهاء على حركته بدون تسكين وهو ما جرى عليه باقي القراء.