للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كثرون منهم من يميل إمالة صغرى كطريق الأزرق عن ورش ومنهم من يميل إمالة كبرى كحمزة والكسائي وخلف ومنهم من يكون بين الصغرى والكبرى كأبى عمرو، فمثلا حمزة والكسائي وخلف أمالوا كل ألف منقلبة عن ياء حيث وقعت في القرآن في اسم أو فعل وكل ألف تأنيث على فعلى بضم الفاء وكسرها وفتحها كطوبى والسلوى وذكرى، وألحقوا بذلك موسى وعيسى ويحيى وكل ما كان على وزن فعالي بالضم أو الفتح كسكارى ونصارى وكل ما رسم في المصاحف بالياء نحو بلى ومتى واستثنوا من ذلك حتى وإلى وعلى وما زكى فلم تمل بحال وأمالوا من الواوى ما كسر أوله أو ضم كالربا والضحا وأمالوا وأمال غيرهم من القراء غير ذلك مما لا يحصره بحثنا الآن.

٨ - النبر والتخفيف في الهمز:

أحرص العرب على تحقيق الهمزة تميم. وأهل الحجاز أكثرهم تخفيفا قال ابن منظور في لسان العرب (أهل الحجاز وهذيل وأهل مكة والمدينة لا ينبرون وقف عليها عيسى بن عمر فقال ما آخذ من قول تميم إلا النبر وأهل الحجاز إذا اضطروا نبروا). وفي الرضى على الشافية (فخفف الهمزة قوم وهم أهل الحجاز ولا سيما قريش) هذا وبعض تميم في الهمزة التي تكون آخر الكلمة وقبلها ساكن عند الوقوف عليها يبقون الهمزة ويتبعون العين الفاء في الرفع والنصب والجر فالبطء بضم فسكون والردء بكسر فسكون والخبء بفتح فسكون يقولون فيها هذا البطؤ بضم الباء والطاء والردىء بكسر الراء والدال والخبأ بفتح الخاء والباء، ومن تميم من يبقي الهمزة ويلقي حركتها إلى ما قبلها إذا كان ساكناً وذلك في حالة الوقف فيقولون هذا البطؤ بضم الباء والطاء ورأيت البطأ بضم ففتح ومررت بالبطيء فكسر، أما الحجازيون فإنهم يحذفون الهمزة وينقلون حركتها إلى ما قبلها إذا كان ساكنا إذا كانت آخر الكلمة حذفوا الهمزة ووقفوا على ما قبلها إذا كان ساكنا وفي حالة التنوين في المنصوب وقبل الهمزة ساكن يقلبون التنوين ألفا لا غير ويحركون السكون قبلها يقولون رأيت بطا وردا وخبا. والتي قبلها متحرك تدبر بحركة ما قبلها فالخطأ تقلب ألفا دائما رفعا ونصبا وجرا وأكمؤ تقلب واوا دائما وأهنئ تقلب ياء دائما وقد روى أن قوما من جهينة جاءوا إلى النبي صلى عليه وسلم بأسير وهو يرعد من البرد فقال لهم (ادفوه) أراد عليه السلام أدفئوه من البرد فحسبوا أنه يريد الإجهاز عليه من قولهم دفوت الجريح

<<  <  ج:
ص:  >  >>