يتشككون في أمره بل ينكرون وجوده وإنما هي حيلة ودعاية من والديهم وذويهم يقصد منها جلب السرور إلى أنفسهم. غير أن هنالك نوعاً من خيبة الأمل تحدث للأطفال حينما تتبين لهم حقيقة (البابا نويل) أو غيره من الأشياء التي كانوا يتخيلونها على هواهم؛ لهذا يفرضون مجازاً وبمحض وعيهم وخيالهم بأن (البابا نويل) يهبط من أعلى السماء ويأتيهم بما يشتهون لأن في الوهم الرومانتيكي لذة نفسية، كما أن في ذلك يحلو للكبار ويشعرون بشيء من السرور لبقاء آثار هذا الطور الرومانتيكي عالقة في أذهانهم وأن كنا لا ننكر بأن غبطة صغارهم هي العالم المباشر لجلب السرور إلى أنفسهم. وهذه اللذة النفسية يشعر بها مؤلفو قصص الأطفال والأمثال الخرافية مثل أمثال لافونتين الخرافية.
الطور الثالث: يتولد فيه عند الطفل كبير من الوعي وينقد فيه ما كان يسلم به تسليماً آلياً تلقائياً كما يجنح إلى الواقعية ويصبح خياله مرتبطاً منظماً بعد أن كان مفكك الحلقات مفقودها في أغلب الأوقات وهو ما يظهره خطأ أو يتراءى للإنسان وسعه بالنسبة لعقلية الطفل هذا الخيال الذي كان واسعاً سطحياً - لتفككه يصبح عميقاً - لتركزه وربطه - محدود الجوانب. كما تبدو عند الطفل آثار قوة الملاحظة.
كما أن آثار الطور الثاني لا تزال تبقى لدى الطل ولكنها تضمحل شيئاً فشيئاً ويحل محلها الخيال العلمي وهو كما يلقبونه (بطور البناء) هو بداية الإنتاج والابتكار لدى الطفل.
هذا وقد يعتري الخيال نوع من الشذوذ في سن المراهقة وهي كما نعلم أخطر الأطوار في نمو الطفل جسمياً وعقلياً ونفسياً نذكر بعضها باختصار.
١ - (الميثومانية) وهي نزعة يجنح فيها لخلق الأكاذيب والقدرة على حذفها وتصبح له عادة وهواية لا ينفك عنها بل تلازمه طيلة حياته إذا لم يبادر بعلاجه منها.
٢ - (البوفارزم) نوع من (الميقالومانيا) هو تخيل المراهق بأنه ذات مصونة وشخصية مرموقة.
٣ - (الشزويدية) وهو أخطر أنواع الشذوذ والأمراض النفسانية التي قد يصاب بها المراهق. ومن خواصها وعوارضها أن المراهق يستسلم (لأحلام اليقظة) ويستحل الاستغراق فيها يطلق لخياله العنان ويسبح في ملكوت الأوهام ثم يجنح إلى العزلة يهاب المجتمع أو يحتقره في بعض الأحيان ويبني (قصوراً في الهواء) كما يقول المثل.