منبر تحت (منذر) من جلال ... لم يزل يكتسبه أو تحت (قس)
ومكان الكتاب يغريك رياً ... ورده غائباً فتدنو للمس
صنعه الداخل المبارك في الغرب، وآل له ميامين شمس ومما لا ريب فيه أن الذي أصبح خلاء مقفراً، خلده شوقي في شعره؛ ويقف شوقي حزيناً كئيباً، يتخيل العرب وهم يغادرون بلاد آبائهم في ذله وضعف فيقول:
خرج القوم في كتائب صم ... عن حفاظ كموكب الدفن خرس
ركبوا بالبحار نعشاً وكانت ... تحت آبائهم هي العرش أمس
رب بان لهادمٍ، وجموع ... لمشت، ومحسن لمخسّ
إمرةُ الناسِ همة لا تأتي ... لجبان، ولا تسنى لجبس
وإذا ما أصاب بنيان قوم ... وهي خلق، فإنه وهي أس
وكما ختم البحتري قصيدته بشكر الفرس على ما كانوا قد أسدوه إلى قومه اليمن، من سابق اليد، ختم شوقي قصيدته بشكر الأندلس على ما قدمت إليه من كرم الضيافة له ولا بنيه.