للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن بعض حماة الأردية أرادوا أن يغضوا من شعره الفارسي، وتقول غيرهم أن الشاعر أختار الفارسية ليكون في مأمن من قوانين الحكومة الصارمة. لأجل هذا وذاك أراد الشاعر أن يعود (والعود أحمد) إلى الأردية، فنشر سنة ١٩٣٢ هذا الديوان الذي بذ جمع دواوين شعره في الحكمة وتعمق الأفكار ومعظم كلماته فيه نتيجة ما شاهده وتأثر به خلال أسفاره إلى بلاد أوربا. . . لندن وباريس وروما والأندلس. . . وبلاد العرب عام ١٩٣١، ولقد أجمع النقاد على أن صاحبنا كان شاعرنا أو فلسفياً في مجاميع شعره السابقة، لكنه حكيم في هذا الديوان، لا غيره. ومن خصائص هذه المجموعة أن صاحبنا تناول المشايخ (المعروفين بـ (ملا) في الهند) والمتصوفين بالنقد اللاذع في غير واحدة من كلماته. شيء لم نره في مصنفاته السابقة. ومن ميزاته أنها تشتمل على معجزات القصائد التي ألهمها صاحبنا في الأندلس وفلسطين حينما تكشفت لعينيه الحجب الظاهرية ورأى بعينه ما لا يتيسر لغيره أن يراه. لكن هذا الديوان، على ما فيه من بدائع الحكمة ومشاهدات الأندلس وفلسطين، ينقصه شيء عظيم، وهو أن معظم المولعين بشعره لا يقدرون على إدراك مغزى كلامه، لكونه مصبوباً في قالب من الشعر المتأنق والحكمة العميقة البالغة، وإنما يتذوق المتأدبون والذين لهم ذوق في الشعر متأصل.

٨ - ونظراً إلى ذلك عني بنشر ديوان آخر سماه (ضرب كليم) (ضربة موسى كليم الله) أودعه آراءه في جميع شعب الحياة العصرية، مجردة عن الفلسفة وزخارف الشعر، بحيث يفهمه كل من له أدنى إلمام بالدب، أن كان له حظ في المسائل الدينية والسياسية المعروضة على بساط البحث والنقد.

وقد فسر الشاعر الحكيم بنفسه أسم هذا الديوان (ضرب كليم) بأنه (إعلان حرب على العصر الحاضر) وقد صدق رحمه الله، في هذا التفسير، لأنه فند فيه آراء أهل الغرب والمتفرنجين وقطعها إرباً إربا، وانتقد جميع نظرياتهم السياسية؛ فلا ريب أن (ضرب كليم) (إعلان حرب على العصر الحاضر) وقد أجمع المتأدبون بأدبه والمتذوقون لشعره وحكمه على أن شارع الإسلام لم يجمع هذه الأفكار الثمينة في كتاب واحد. ومن خصائص هذا الديوان أن حكيم الإسلام تعرض فيه لانتقاد القاديانيين وغلامهم الكذاب، فذكرهم غير مرة وكشف الغطاء عن دجلهم وكيدهم للإسلام والمسلمين. وذلك بأسلوبه المعجز المدهش.

<<  <  ج:
ص:  >  >>