بلبنان في جو سمح حر بعيد عما يلابس المؤتمرات العالمية من محاولة البلاد التي تجتمع بها التأثير في مجرى أعمالها لتوافق هواها.
وقد لوحظ في تأليف وفد مصر إلى المؤتمر أنه يشمل إلى جانب الأعضاء الرسميين بعض الخبراء غير الرسميين كالدكتور بشر فارس وقد دعت حكومة لبنان الدكتور طه حسين بك إلى حضور المؤتمر بصفة شخصية، على أن يكون ضيفاً لديها، فلبى الدعوة ويسافر من القاهرة إلى بيروت في ٢٥ نوفمبر، ويلقى هناك محاضرة عن الحضارة العربية وما أسدت الحضارة الغربية.
تعقيب:
يخيل إلى من يستمع أو يقرأ ما يجري في اجتماعات اليونسكو أن البحر قد أصبح (طحينة) كما نقول في أمثالنا العامية، فنشر الفكر وحرية الأنباء وإنماء الثقافات وتعاونها على إقرار السلام يتحدث عنها أولئك المفكرون الأفذاذ من مندوبي العالم وهم مستغرقون في الخيال. . . والمسألة كيف ينتقل ذلك كله من عالم الخيال إلى عالم الحقيقة أو كيف يمكن نقل هذه الأشياء إلى مجال العمل والتنفيذ، ثم كيف يوجهون التيارات الثقافية إلى صالح السلام ونصف القوة العالمية غير ممثل في اليونسكو، وهو روسيا؟ وسينفض هذا المؤتمر الثالث، ونرجو عند اجتماع المؤتمر الرابع أن يكون العالم بخير. . .
صديقنا الزين يتراءى لنا:
كتبت في عدد مضى من الرسالة منذ قليل، كلمة في ذكرى الصديق الكريم، والفقيد العظيم الشاعر الراوية أحمد الزين؛ وما أحب إلى أن أعود الآن إلى الحديث عنه في التعبير عن خاطرة تتعلق به، وهو جدير بأن تؤلف في أدبه وشخصيته المؤلفات، فلا أقل من كلمات.
قلت أن اللقاء لم ينقطع بين الصديق الفقيد وبيني على رغم وفاته، ألقاه في كل مكان صاحبته فيه وعند كل ما يذكرني به. إلى آخر ما عبرت به عن هذا الإحساس. ثم كتب بعد ذلك في مجلة (الثقافة) الأستاذ عبد الفتاح البارودي كلمة طيبة في ذكرى الزين، فلم يكن من الغريب، وهو من أصدقاء الشاعر الفقيد، أن نتفق في الإحساس نحو صديقنا الراحل، قال: أن (طيفه الرقيق الوديع قلما يبرح مخيلتي إلا ليعود إليها) ثم بنى مقالة على