للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

رؤيا رآه فيها.

ومنذ بضعة شهور رأى الأستاذ محمود لطفي أمين مكتبة المجمع اللغوي، وهو أيضاً من أصدقاء الزين - رأى فيما يرى النائم أنه يقف أسفل سلم، والزين على إحدى درجات هذا السلم، وبينهما ست درجات. وقال العالم بتأويل الأحلام: إنك لا تزال في الدنيا، وقد صعد الزين منها، وتلحق به بعد ستة أيام أو ستة أشهر أو ستة أعوام. . . فانزعج صديقنا لطفي وأخذ في الحساب. . . الستة أيام مضت، والسنة الشهور يبقى منها نصف شهر. . . وأعد عدته وجد في تحسين خاتمته، ولكن الله سلم؛ فهل كسب الصديق في عمره ستة أعوام. . .؟

وليس بعجيب أن يتراءى لنا صديقنا الخالد، في المنام وفي غفوات اليقظة، فقد كان صافي النفس، خالص الوجدان والفكر مما يصطنعه الناس من الرياء والنفاق، لا يعلق قلبه بما تعلق به أحابيل المرائين والمنافقين من غايات. وكان روحه ينسرب في نفوس أصدقائه خلال حديثه إليهم لصدقه وصراحته ونظراته إلى الأمور نظرة إنسانية عالية.

وكان يبدي رأيه في الأشخاص صريحاً، وكان يرغب عن مصانعة من يتنازل بعض الناس عن حريته في مصانعتهم، ضناً بأدبه أو كرامته أن يكون لهما ثمن من حطام أو سراب. . . مما جر عليه حقد أولئك الناس وجحودهم قدره، وكان حرياً بكل تقدير وإعزاز.

ذلك هو الإنسان الذي يتراءى لنا طيفه، لأنه خالد في نفوسنا وما أسعدنا به حياً وميتاً.

الشعب ينفق على تلهية الأغنياء:

جاء في مقال للدكتور طه حسين بك في (الأهرام) قوله: (فكان من الديمقراطية مثلا، في أواسط القرن الخامس قبل المسيح، أن يفرض على الأغنياء تلهية الشعب بتنظيم حفلات التمثيل على اختلافها، فكان الأغنياء وحدهم هم الذين ينفقون على إعداد القصة التمثيلية وإخراجها، يأجرون الشاعر الذي ينشئها، ويأجرون الممثلين الذي يعرضونها، ويأجرون الذين يشرفون على هذا الإخراج، ويؤدون كل ما يحتاج إليه الموسم التمثيلي من نفقات).

كان ذلك في أوربا منذ خمسة وعشرين قرناً، أما الآن فالأمر عندنا في مصر على عكس ذلك، أي أن الشعب هو الذي ينفق على تلهية الأغنياء. . .

الحكومة تمنح الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى نحو خمسة عشر ألف جنيه في العام،

<<  <  ج:
ص:  >  >>