للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المتوخاة، وأن التراث الثقافي والتاريخي الذي تستمد منه الدول مبادئها وآراءها وفلسفتها في الحياة يستوجب التريث قبل أن ترتبط الدول بالتزامات أدبية ودولية تقتضيها روح ميثاق حقوق الإنسان ونصه. وأن على كثير من الدول أن تعيد النظر في مدار هذا الميثاق على ضوء الأنظمة القانونية والتقاليد والعادة والعرف التي تدين بها المجتمعات التي تعيش فيها.

واتخذ مندوب اليونان حقه في النقاش وسيلة إلى التنويه بالديمقراطية التي نشرت الثقافة اليونانية في عصور الجهالة القديمة، وقال إن الأمم المتحدة مسؤولة أمام الحضارة عن إقرار هذا الميثاق.

وانتقد كثير من المندوبين الصيغة التحضيرية للميثاق لأنها لا تصر إصراراً كافياً على واجبات الفرد بنفس الحماسة التي تصر بها على حماية حقوقه. وكان مندوب جمهورية كوبا في أمريكا الجنوبية هو بطل الحملة في هذه النقطة المهمة. وتكلم مندوب الاتحاد السوفيتي معقباً فقال إن الدستور السوفيتي والنظام الشيوعي، وتعاليم ماركس ولينين تصر جميعاً على إقرار حقوق الفرد بنفس القوة التي تطلب بها منه القيام بالواجبات.

وتابع المندوب الكوبي الدكتور جينوروز ' تفنيده الميثاق مشيراً إلى أن حقوق الفرد الاجتماعية (بالمقارنة إلى حقوقه السياسية والاقتصادية) ليست تحتل المكانة التي يجب أن تحتلها في الميثاق، وأن تعديلات أساسية لإثبات حقوق المرأة وحمايتها يجب أن تدخل في صلب الميثاق المقترح.

وعند بحث هذه النقطة تكلم مندوب المملكة العربية السعودية السيد جميل البارودي فلفت النظر إلى أن الميثاق على الجملة لا يلائم المبادئ والعادات ومفهوم الحقوق والواجبات التي يدين بها المجتمع السعودي، وهي مبادئ وعادات تختلف - في بعض الأحوال - اختلافات جوهرية عن المبادئ التي نص عليها الميثاق والمستمدة من الحضارة الغربية والتراث الثقافي الغربي. ومن الطريف ذكره أن السيد جميل البارودي مندوب المملكة السعودية مسيحي من لبنان يستوطن الولايات المتحدة، وقد استخدمه الوفد السعودي ليمثله في بعض أعمال هيئة الأمم، وقد دافع عن وجهة نظر السعوديين في أهمية الثقافة الإسلامية بالرغم من أنه لا يدين بها. وكذلك فعلت السيدة إليس فندلفت مندوبة سوريا في

<<  <  ج:
ص:  >  >>