الصيت سروجني نائيدو ولم يقتصر على الحملات اللفظية بل استقال من رئاسة جمعية (حماية إسلام) وكلياتها الملحقة بها حتى تتطهر - حسب تعبيره - من كل من لا يقول بختم نبوة النبي العربي صلى الله عليه وسلم.
- ٧ -
خدماته العلمية:
قد سبق لي الكلام أنه قضى عهد الطالب في وطنه مدينة سيالكوت ولاهول، ثم عين معلماً في الكلية الأميرية بلاهور؛ وبعد أن اشتغل بالتدريس بضعة أعوام، سافر إلى كيمبردج وبرلين ونال شهادات المحاماة والدكتوراه في الفلسفة.
وبعد الرجوع من أوربا، تعاطى المحاماة، لكنه لم ينجح لاشتغاله بالتفكير الفلسفي والتحقيق العلمي. فانقطع إلى العلم والتفكير ورزق فيما نجاحاً باهراً وقبولاً عظيماً، فألقى محاضرات عديدة في مختلف جامعات الهند وأوربا، منها محاضرته التي ألقاها في جامعة مدراس (جنوبي الهند)، ونشرتها جامعة اكسفورد بعنوان:(التشكيل الجديد للفكر الديني في الإسلام)، وهو كتاب دقيق فلسفي لا يقدر على فهمه إلا من أوتي حظاً وافراً من الفلسفتين الجديدة والقديمة، والعلوم الإسلامية. وكذلك انتدبته جامعة اكسفورد لإلقاء محاضرة (رودس) عن (الزمان والمكان) وجدير بالذكر أنه أول شرقي انتدب لإلقاء محاضرة (رودس). ولم نعرف مدى ما بلغ فيه من الحذق والإجادة لعدم الإلمام بالموضوع. وكذلك ألقى محاضرات عديدة علمية عن الإسلام والأدب الفارسي والفلسفة الجديدة في جامعات (حيدر آباد) و (علي كره) والجامعات الأخرى. ونظراً إلى مكانته العلمية منحته الحكومة ومنحته جامعات (بنجاب) و (علي كره) و (رهاكه)(شرقي بنغال) شهادات شرف بالدكتوراه في الحقوق والدكتوراه في الآداب
هذا ما أردت إجماله في سيرة محمد إقبال وشعره وتوسعت فيه قليلاً، لعدم معرفة قراء العربية بمواهبه. فإن نجحت في مهمتي، أي مهمة التعريف بشعره البليغ وحكمته الرائعة، فذاك حظي؛ وإلا فليس هذا بأول مجهود ما قدر له النجاح والقبول. وحسبي أني بذلت جهدي حسب ما كنت أستطيعه، والعبد لا يكلف إلا ما يطيقه. وآخر دعوانا أن الحمد لله