للغراب في مطلبهن فيذكر على لسانه من الحكم الغالية ما يستنزل به العصم من معاقلها الشم، كأن يقول للجرذ، لا تصعب علي الأمر بقولك ليس إلى التواصل بيننا من سبيل، فإن العقلاء الكرام لا يبغون على المعروف جزاء، والمودة بين الصالحين سريع اتصالها بطئ انقطاعها، ومثل ذلك مثل الكوز من الذهب، بطئ الانكسار سريع الإعادة، هين الإصلاح إن أصابه ثلم أو كسر، والمودة بين الأشرار سريع انقطاعها بطئ اتصالها ومثل ذلك مثل الكوز من الفخار، سريع الانكسار ينكسر من أدنى عيب، ولا وصل له أبداً. والكريم يود الكرم، واللئيم لا يود أحداً لا عن رغبة أو رهبة) ثم تنتهي القصة الممتعة بمصادقة الغراب والجرذ، وتعاونهما على النوائب في الحياة، تعاوناً يصل بهما شاطئ السعادة الهنيئة. وإذن فقد بلغ الكاتب ما يريده، حيث صور أولاً ما ينبغي بادئ الأمر من الحيطة والاتئاد، وكشف ثانياً عن خطأ ما يتوهمه الناس في أعدائهم المتناحرين، إذ أن من السهل الهين على هؤلاء أن يصبحوا بقليل من الكياسة، أحبة متوادين كأحسن ما يكون!!