ذويهم ببعض النقود فاستبقوا إلى دور السينما والمقاهي. وهذه الطبقات تنعدم فيها أسباب الفائدة في قضاء أوقات الفراغ إلى ما هو معروف من الفوضى في حياة الأسر وسوء التربية المنزلية؛ ومن ثم ندرك الحاجة الماسة إلى الوسائل العامة لخدمة شبابنا، ومما يرثى له أن هذه الحاجة لا يقابلها ما ينبغي لها من الجهود والعناية، على حين نجد البلاد التي ليست حال الشباب بها كذلك لتقدم الحياة الاجتماعية فيها تهتم بخدمة الشباب اهتماماً لا يذكر بجانبه ما تظفر به هذه الخدمة في مصر، فلو أحصى من نصل إليهم من أسباب إدارة خدمة الشباب لم يزيدوا على ألف شاب من القاهرة، ويبقى بعد ذلك في العاصمة والأقاليم مئات الآلاف مضيعين، بل إن الذين يستفيدون فعلاً لا يتحقق لهم مما يرجى إلا القليل.
إنه إذا أمكن حصر الخدمات التي تقوم بها الدولة والهيئات للشباب بمصر في أي تقرير أو بيان، فإن ضيعة الشباب بها لا ينتهي الكلام فيها عند حد. . .
من ظرف المجالس:
كان موضوع الحديث مذهب (السريالزم) في الفنون الذي يرمي إلى الفضاء وصفها بالجمال. . فإنك تنظر إلى الصورة فلا تعرف لها معنى، وتستعين بصاحبها فلا تجد في شرحه غناء. والشيء الوحيد الذي تتركه هذه الصور في نفسك هو تأثرك من بشاعة منظرها وما فيها من العبث بالطبيعة. . . وقد سرب هذا الاتجاه إلى قليل من الشعر العربي الحديث، وإن كان يقف بهذا القليل عند من يأتي به!
نص أحد الأصحاب ما حدث أخيراً في أحد المعارض الأوربية إذ زاره رسام أمريكي وشاهد فيه بعض الصور مقلوبة الوضع، وراجع ما كتبه النقاد من أنصار (السريالزم) عن هذا المعرض فوجدهم قد أثنوا على صوره، وخصوا الصور المقلوبة بوافر الثناء ولم يلاحظ أحد منهم أن أعلاها في أسفلها وأسفلها في أعلاها!
قال آخر: العجيب أن (السريالزميين) يقولون إنهم ينتفعون بالنظريات العلمية والثقافات الحديثة، ولكن ما أثر هذه النظريات والثقافات في إنتاجهم هذا؟
قال ثالث: أثرها واضح يا أخي كل الوضوح. . ألست ترى ما فيها من آثار مذهب دارون في النشوء والارتقاء.؟