للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفي بعض الأحيان ينطقونها عيناً، وهذا ما يسمى حينئذ عنعنة وقد نسب إلى تميم وقيس أنهما تقولان في أن عن وفي أسلم عسلم وقد جاء من ذلك:

فما أبن حتى قلن يا ليت (عننا) ... تراب و (عن) الأرض بالناس تخسف

ويبدو أن تميماً تقلب الهمزة الأخيرة في بعض الأحيان عيناً فقد ورد أن قبيلة تميم تقول في الخباء خباع.

٨ - الكشكشة والكسكسة: وكما تحرص القبائل النجدية على توضيح الهمزة تحرص كذلك على إبراز الحركة الأخيرة إذا كان في الوقوف عليها لبس وذلك في كاف المخاطبة إذ أن الوقف عليها بالسكون يجعلها تلتبس بكاف المخاطب فللفرق بينهما قلبوا كاف المؤنثة شيناً ثم توسعوا في ذلك فقلبوها في حالة الوصل أيضاً، وهذا ما يسمى كشكشة، وقد روي لقيس أبن الملوح:

فعيناش عيناها وجيدش جيدها=سوى عن عظم الساق منش دقيق

وأصله عيناك وجيدك ومنك. وفي البيت شاهد آخر وهو همزة أن التي أبدلت عينا. ومن كشكشتهم ما يكون بالحاق شين ساكنة بكاف المخاطبة حين الوقف عليها (رأيتكش). وهه الكشكشة وتلك في قبائل تيم وقيس وأسد وربيعة. وبعض بطون هذه القبائل يجعلون بعد كاف المخاطبة أو بدلها سينا وذلك ما يسمى الكسكسة.

قال الزبيدي في مقدمة شرح القاموس: الكشكشة في ربيعة ومضر والكسكسة فيهم أيضاً. وقال الأشموني: الكشكشة في لغة تميم والكسكة في لغة بكر من ربيعة. وفي شرح الرضي على كافية ابن الحاجب: ناس كثير من تميم وأسد يجعلون مكان كاف المؤنث شينا.

غير أننا نجد صاحب القاموس - وشارحه الزبيدي أيضاً - تارة يقول الكشكشة لتميم والكسكسة لبكر. ومرة يقول الكسكسة لغة تميم لا بكر وقيل الكسكسة لهوازن وهي من قيس، ومرة يقول: كشكشة أسد وكسكسة ربيعة ويوافق في ذلك أحمد بن فارس في كتابه الصاحبي. ومرة يقول الكشكشة في بني أسد أو في ربيعة. ومرة يقول إن إبدال الكاف التي للخطاب شينا لغة بني عمرو من تميم. وعلى كل حال فإن بطون تميم جمعت بين النوعين ما ذلك إلا لمجاورتها كما سبق أن قدمته في مقال سابق - لمختلف هذه القبائل من أسد وقيس وربيعة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>