٤ - ما فتئ وما يفتأ فلان يعمل كذا - من أخوات كان - تقولهما تميم ما أفتأ فلان وما يفتئ فتجعله رباعيا. ولم يرد في كتاب الله إلا قوله تعالى (تا لله تفتأ تذكر يوسف) ولم يقرأ بها أحد على لغة تميم.
٥ - لعل - من أخوات إن - تنطقها تميم لغن بالغين المعجمة والنون قال الفرزدق:
قفا يا صاحبي بنا لغنا ... نرى العرصات أو أثر الخيام
وليس في القراءات الصحيحة هذا الاستعمال
٦ - (الههة): تأثرت بعض بطون تميم بالفرس، كما تأثرت بذلك قبيلة لخم وما جاورها، فبنو سعد بن زيد مناة من تميم ولخم ومن قاربها يبدلون الحاء هاء قال النعمان بن المنذر لرجل ذكر عنده رجلا: أردت أن تذمه فمدهته. وقال رؤبة بن العجاج وهو من بني سعد بن زيد مناة:
لما رأتني خلق المموه ... راق أصلاد الجبين الأجله
بعد غداني الشباب الأبله
ومنها: لله در الغانيات المدة. أراد: الأجلح والمدح.
وقد وردت ألفاظ كثيرة في كتب اللغة مترادفة وليس من فرق بينها إلا أن هذه بالحاء وتلك بالهاء مع أن الوزن والترتيب واحد. فكل ما ورد من ذلك، إنما هو نطق القبائل المتأثرين بالفرس. وفي رأيي أن جميع الألفاظ التي أبدلت حاؤها هاء يجب أن تحفظ كأثر أدبي تاريخي ولا ينبغي أن نستعملها في أساليبنا. ولذلك يجدر أن يلاحظ هذا من يقومون بوضع المعاجم فينخلوها ويضموها إلى أصولها المتفرعة منها، مشيرين إلى عدم جواز استعمالها ولا ينبغي أن يضعوها في مواد مستقلة. وأعتقد أنه لا يجوز لنا أن نقول فلان مليه حينما نريد أنه مليح. ومدهت فلاناً حينما أقصد أنني مدحته ولا معنى لأن نجعل ملح أو مدح في باب الحاء فصل الميم ومله أو مده في باب الهاء فصل الميم في معاجم اللغة وأذكر أنني كتبت في هذا الشأن بحثاً واسعاً نشر أغلبه وفيه قواعد وضوابط يمكن الاسترشاد بها لمن شاء.
٧ - العنعنة: تحرص القبائل النجدية على أن توضح الهمزة وبخاصة في أول الكلمة أو آخرها خشية أن يجور عليها بدء النطق أو الوقف فيقوون الهمزة إلى أن تكاد تقارب العين