في ضبط كثير من الأعلام مجرى ابن خلكان في ضبطها، أي أنه ضبط نطقها بالحروف، وأنه حدد مواقع بعض الأماكن , وأنه أودعه شيئاً من آثاره الأدبية وآثار بعض معاصريه.
وعلى نمط من هذا المؤلف، أخرج كتابه (الشعور بالعور) وهو في تراجم هذا الصنف من الرجال. ومنه مخطوطه بدار الكتب. وللصفدي كتاب (التذكرة الصفدية) في أكثر من خمسين جزءاً، في دار الكتب منها خمسة مخطوطة، في خلالها فصل عن تاريخ الآداب العربية وفنونها ونشأتها، وفصل آخر فيمن ولي دمشق من أول عهد بني العباس إلى عصر المؤلف. وهي مليئة - إلى جانب ما تفيض به من النصوص الأدبية بأخبار الأعلام وحوادثهم.
وترى هذه الروح سارية من الصفدي في معظم مؤلفاته، مثل كتابه (ألحان السواجع بين البادي والمراجع) وهو مخطوط بدار الكتب كذلك، وبه أخبار وسير ووقائع بجانب ما يعج به من أنباء المراسلات ونصوصها، مما كان بين الصفدي وأنداده.
وبعد فهذا رجل من رجال العصر المملوكي، يضيق مقال واحد عن أن يستوعب أخباره وأسفاره، آثرنا أن ننوه هنا بإحدى خصوصياته، لعلها تنم عن علمه وفضله، وأدبه ونبله.