تبدو هذه الظاهرة أي ظاهرة قانون التتابع غريبة حقاً، وأكبر عامل يمكننا أن نعلل به هذه الظاهرة هو الثقة بالنفس والإيمان بمقدرتها. إن الثقة بالنفس أساس كل نجاح، والنجاح بدوره يزيد من تلك الثقة ويقوي الإيمان، فيتضاعف المجهود ويصدق العزم، وهكذا يجذب النجاح بعضه بعضاً في معظم الأحيان كما يحدث عندما تضعف الثقة بالنفس؛ يحدث الإخفاق وتتوالى المصائب والإخفاق بدوره يزيد من إضعاف الثقة بالنفس والروح المعنوية، وهكذا في شبه دائرة خبيثة حتى تنعدم نهائياً الثقة بالنفس حيث لا يكون غير الهبوط والإخفاق.
الأحاسيس التي تبشر بالسعد أو تنذر بالنحس:
هذه ظواهر مشاهدة لدى الكثير من الناس وقد قصت علينا سيدة تشتغل بالتجارة أنها تشعر مقدماً بما إذا كان التوفيق سيحالفها في عملها أم سوف يخونها الحظ، فزعمت أنها في الحالة الأولى تشعر بنشاط يغمرها ويشر يشع من محياها كما تجد في نفسها مقدرة على التعبير والإقناع وقلما يفلت الزبون - في مثل هذه الأحوال - من قبضتها كما أن توفيقها في إبرام صفقة رابحة يرفع من روحها المعنوية ويكثر من تفاؤلها.
كذلك تروي لنا السيدة المذكورة أنها تشعر في أحيان أخرى بانقباض في النفس وقلق - علمتها التجارب بأنهما مقدمة لعدم التوفيق والنحس فيما تقوم به من أعمال، وإنها لتجزم مقدماً - في مثل هذه الأحوال بالخسارة، أو على الأقل بقلة الربح.
ومثل هذه الأحاسيس يشعر بها لاعبو الميسر، بل هم أعرف بها من غيرهم.
وهنالك ظاهرة (التخاطر) التي أثبت علم النفس وجودها كما أعترف وأقر بها (بيرجسن)، وهي أن ترى رأي العين صديقاً أو قريباً بمناسبة حادث خطير وقع لهما أو تسمع صوتهما وأنت في كلتا الحالتين متمتع بجميع قواك العقلية، وفي حالة صحو تام.
كذلك قد يكون هذا التخاطر في صورة أحلام، وقد تنبئ هذه الظاهرة - سواء كانت في حالة يقظة أو في نوع من الأحلام - بما سوف يحدث من خير أو شر.
بعض الطرق المؤدية للنجاح:
١ - الاعتماد على النفس: هو أساس كل نجاح في الحياة وهو ناتج عن القوة والثقة