للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عذر الرجل؟

ماذا تفيد الدولة أو الأمة من هذا العزب الذي اعتاد فوضى الحياة، وسيرها على غير نظامها، وتحققها على أسخف ما فيها من الخيال والحقيقة؛ وأي عزب يجد الاستقرار أو تجتمع له أسباب الحياة الفاضلة، وهو فقد تلك الروح التي تتمم روحه وتنقحها وتمسكها في دائرتها الاجتماعية على واجباتها وحقوقها، وتجيئه بالأرواح الصغيرة التي تشعره التبعة والسيادة معاً، وتمتد به ويمتد بها في تاريخ الوطن.

كيف يعتبر مثل هذا موجوداً اجتماعياً صحيحاً وهو حي مختل في وجود مستعار، يقضي الليل هارباً من حياة النهار، ويقضي النهار نافراً من حياة الليل؛ فيقضي عمره كله هارباً من الحياة، وكأنه لا يعيش بروحه كاملة، بل ببعضها، بل بالممكن من بعضها. .!

أية أسرة شريفة تقبل أن يساكنها رجل عزب، وأية خادم عفيفة تطمئن أن تخدم رجلاً عزباً؟ هذه هي لعنة الشرف والعفة لهؤلاء الأعزاب من الرجال!

قال الراوي: وهنا إنتفض (س) و (أ) وحاولا أن يقبضا على هذه اللعنة ويرداها إلى حلق (ع). ثم سألني ثلاثتهم أن أسقطها من المقال، بيد أني رأيت أن خيراً من حذفها أن تكون اللعنة لأعزاب الرجال إلا (س) و (أ) و (ع). . .

طنطا

مصطفى صادق الرافعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>