طغيان رجال المسرح والسينما على المؤلفين، داء مفتش يشكو منه الجميع، فكثير من الأفلام لا يعرف الناس لها مؤلفين، كاللقطاء حرموا النسبة إلى الآباء، وكما يتبنى الراغب في الولد لقيطاً يغلب المخرج على الفلم، فيسنده إلى إخراجه ويسكت عن تأليفه. والأصل في ذلك - على ما يبدو لي - ذلك النوع من الإنتاج الذي يلفقه المخرج من الروايات الأجنبية، وتطور ذلك إلى استضعاف المؤلف وإرضائه ببعض النقود، وهذا النوع الضعيف التافه من المؤلفين متوافر في السوق مع الأسف، وقد استراح إليه المخرجون والممثلون ليتسموا بميسم الأدب والثقافة إلى جانب الإخراج والتمثيل، فيشيعون (مركب النقص) كيلا يقال إنهم غير مثقفين. . .
ولكن الأمر تطور بعد ذلك فقد دخل ميدان التأليف نفر من ذوي الكفاية والكرامة، ولا يزال أولئك المخرجون على ما عودوا، متمسكين بحق الانتحال، مدفوعين بدافع القصور الذاتي. . . وهنا بدأ الصراع، ورأى الناس أخيراً أمثلة منه، وتجمع بعض هؤلاء المؤلفين وتحدث بعضهم إلى بعض، قالوا: كيف يغمط حقنا ونحن أصحاب الخلق والإبداع في هذه الفنون؟ وكيف يقدم علينا كل من هب على الشاشة ودب على المسرح، وعملنا هو القلب ولا نخرج أعمالهم عن الإطار والتلوين؟
وآخر مثل من ذلك الصراع ما جرى في فلم (نحو المجد) الذي عرض يوم الاثنين الماضي في يوم الجامعة الخيري، وبدار سينما رويال تحت الرعاية الملكية السامية وبرياسة معالي وزير المعارف. مؤلف القصة وكاتب الحوار هو الأستاذ عبد الحميد يونس المدرس بكلية الآداب، ولكن ظهرت الإعلانات عن الفلم ليس فيه اسم المؤلف، وليس هذا فحسب، بل نجد أنفسنا أمام نوع جديد في ذلك المضمار فالمخرج لم يكتف بالاقتصار على إسناد الإخراج إليه، فأضاف جديداً في (الفن) إذ كتب في الإعلانات (تأليف وإخراج الأستاذ حسين صدقي) ومعنى ذلك أنه يدعي التأليف! فراع ذلك مؤلف القصة وكتب إلى المخرج ينبهه إلى هذا التصرف العجيب وبنذره، إن لم يقف سيل الإعلانات، ويغير (أكليشهاتها) أن يتخذ سبيله إلى القضاء.
ومن حيث أن الفلم تحت الرعاية الملكية السامية وبإشراف معالي وزير المعارف، ومن