حيث أن المؤلف مدرس بالجامعة والفلم جامعي يعالج مشاكل طلاب في الجامعة، ومعروض في يوم الجامعة الخيري، فلم يكن من اللائق أن تلابسه هذه المهزلة ويعتدى على حق مؤلفه هذا الاعتداء المنكر.
البكاء الجميل:
سمعت من المذياع في أحد أيام هذا الأسبوع، تمثيلية (الشهداء) وهي تتضمن قصة الخنساء وفجيعتها في أخويها معاوية وصخر، ثم إسلامها واغتباطها باستشهاد أولادها الأربعة في إحدى الحروب الإسلامية. وهي تمثيلية جيدة لست أدري كيف غلطت الإذاعة فقبلتها. . . وليتها تكثر من هذا الغلط. . .
وقد مثلت الخنساء فتاة ذات نطق فصيح وصوت عذب ونبر حلو حتى في البكاء. . . ومما أنشدته من شعر الخنساء هذا البيت:
إذا قبح البكاء على قتيل ... رأيت بكاءك الحسن الجميلا
والمعنى الذي قصدته الخنساء مفهوم، فهي ترى بكاءها على أخيها حسناً جميلاً لأنها تستعذبه وتلذه. ولكن الفتاة الممثلة أوحت إلى خاطري معنى آخر، فقد كانت تنشج بصوت لا أثر للحزن فيه لأنها لم تندمج في الدور، وكانت توقع كل بيت وكل كلمة على هذا النشيج المصنوع وهي كما أسلفت ذات صوت عذب حلو، فكان بكاؤها جميلاً في المسامع، لا كجمال بكاء الخنساء.
أو كما قال الدكتور طه حسين في إحدى مقالاته بالأهرام: إن الشاعر يقول البيت أو الأبيات تعبيراً عما في نفسه، ولا يدري ما سيحدثه وما سيثيره بعد ذلك من شتى الخواطر والمشاعر في مختلف النفوس على تعاقب الأزمان والأجيال.
القسم السوداني الإنجليزي:
(أقسم مخلصاً وأعلن صادقاً أنني أؤيد المؤسسات السودانية التي تأسست بمقتضى هذا القانون، وأن أبذل جهدي في كل الأوقات للعمل لمصلحة السودانيين).
هذا هو نص القسم الذي طلب إلى أعضاء الجمعية التشريعية بالسودان أن ينطقوا به. وليس من همي هنا أن أتعرض له، من حيث اعتراض بعض الأعضاء غليه، لأنهم