يرفضون التقيد بقوانين فرضت عليهم، وإنما يؤيدون ويحلفون على القوانين التي يضعونها، ولا من حيث غضب الحاكم العام على هذا الاعتراض.
إنما أريد أن أنبه إلى هذه الصيغة الإنجليزية في القسم. . . فالقسم في العربية يذكر فيه المقسم به فيقال - مثلاً -: أقسم بالله. أما الاكتفاء بفعل القسم فهو من عمل الإنجليز.
وهكذا تستهل الجمعية التشريعية السودانية، استهلالاً إنجليزياً حتى في القسم!
الهمزة الحيرى:
من المسائل التي يهتم بها الآن مجمع فؤاد الأول للغة العربية تيسير الإملاء. وتواصل اللجنة المنوط بها هذا العمل اجتماعاتها. لتفرغ من إعداده، وتقدمه إلى مؤتمر المجمع، بغية الموافقة عليه في هذه الدورة.
وفي أحد اجتماعات لجنة الإدلاء حمل الدكتور أحمد أمين بك على أوضاع الهمزة المختلفة حملة صادقة فقال: كيف تنفرد الهمزة بهذا التقلب فلا تستقر على حال، فترسم مرة على ألف، ومرة على واو، ومرة على ياء، ومرة مفردة. ويلقى الكاتب في تقليبها على هذه الأوضاع المختلفة عناء أي عناء. . . وما هي إلا حرف كسائر الحروف التي لا تتغير بتغير الحركات؟
وأذكر أن الأستاذ رفعت فتح الله المدرس بكلية اللغة العربية كان له بحث في هذا الموضوع نشر منذ سنين بجريدة الأهرام تحت عنوان (الهمزة الحيرى) ويغلب على ظني أنه أقترح فيه أن ترسم الهزة على ألف أو تكتب ألفاً في جميع الأحوال. وكم لهذا الاقتراح - لو نفذ - من أثر في كسب الأوقات والجهود التي تضيع في تعليم وتعلم رسم الهمزة التي احتارت وحيرت الناس معها، فأكثر مشاكل الإملاء من هذه الهمزة.
وما أخال المجمع إلا يرحب بمثل ذلك. فهل يرى الأستاذ رفعت أن يقدم بحثه إلى المجمع؟
من طرف المجالس:
كنا في مجلس أستاذ كبير، إذ أقبل أحد المكثرين من التأليف ومعه مجموعة ذات عدد من مؤلفاته، وقدمها للأستاذ الذي أخذ يلقي على كل منها نظرة، ثم فرغ منها والتفت إلى المؤلف قائلاً: أنت كل هذا؟ يظهر أنك (قاضي).