وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) قرأها وتوجه إلى ناحية الجنوب وتبعه المسلمون.
ونقل السقف إلى الناحية الجنوبية المواجهة للكعبة، ونقلت الصفة إلى الركن الشمالي الغربي وسد باب المؤمنين في الجنوب ولم يكن الفناء يضاء ليلا إلا ساعة الصلاة، وذلك بان يوقد في وسط الفناء شعلة من قش، حتى شدت المصابيح بعد ٩ سنوات إلى جذوع النخل التي اعتمد عليها سقف رواق القبلة.
ولما التحق الرسول بالرفيق الأعلى في ١٣ من شهر ربيع الأول عام ١١ هـ دفن في حجرة عائشة، وهي الحجرة التي قضى فيها أخريات أيامه.
ولما تولى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ترك الدار كما هي، واتخذ كرسي الخلافة بها على نحو ما كان يفعل الرسول، ولما توفاه الله رقد بجوار الجسد الطاهر في حجرة عائشة ابنته وهي الأولى من ناحية الجنوب.
الزيادة في أيام عمر:
كان لزاما على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن يزيد في مساحة المسجد ليواجه الزيادة المطردة في عدد المسلمين والذين يقودون على مقر الخلافة من الأمصار. فأمر عام ١٧ هـ بهدم حائط الفناء - ولم تمس دور الأرامل - وزاد في أبعاده من الشمال بقدر ٣٠ ذراعا، ومن الجنوب بقدر ١٠ أذرع ومن الغرب بقدر ٢٠ ذراعا وهكذا اخذ الفناء شكلا مستطيلا طوله ١٤٠ ذراعا وعرضه ١٢٠ ذراعا وكان ارتفاع الحائط حول الفناء يبلغ قامة الرجل.
وزاد عمر في عدد أبواب الفناء فأصبحت ستة: باب مروان وباب عائكة، وباب الرسول، وباب الفناء، وبابان آخران في الحائط الشمالي. وقد كان المسلمون ينفضون أيديهم من التراب بعد كل ركعة، فكانت تحدث أصواتا أثناء قراءة القرآن الكريم، فأمر عمر بأن تفرش الأرض بالحصى من وادي العقيق.
ولما توفي دفن بجوار سلفيه الكريمين.
الزيادة في أيام عثمان:
ومما يؤثر عن عثمان - رضي الله عنه - أنه كان لا يتحرج من أن يمتع النفس بشيء من