يرى ابن حزم في هذه الرسالة أن العامل يفضل في عمله بسبعة اوجه لا ثامن لها وهي العرض في العمل والكيف والكم والزمان والمكان والإضافة. ثم يشرح كلا من هذه الأوجه في قالب جذاب يستهوي القارئ وبأسلوب سهل فيه ابتكار وفيه أحكام ومنطق.
والآن لا يتسع المجال لشرح آرائه ونظرياته، ولكن يمكن القول أنه ترك تراثا ضخما لم يصل إلينا منه إلا القليل، وهي تبحث في الفقه والأدب والأخلاق والفلسفة وأخلاق النفس والأصول، والإمامة والسياسة والمنطق والإيمان والفرق الإسلامية والإجماع والتاريخ. ولعل اشهرها كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل، وكتاب طوق الحمامة، ورسالة المفاضلة وقد مر ذكرها.
وهذه كلها تدل على علم واسع وعقل حصيف وفكر خصيب وانه كما يقول الأستاذ الأفغاني (أحد ذهنية انبثقت عنها الأندلس في جميع عصورها) وهو يمثل العبقرية الأندلسية أروع تمثيل. وقد سما نبوغه وارتفع درجات جعلت المؤرخين والباحثين يعتبرونه من المقدمين في تاريخ تقدم الفكر والعلم ومن أعلام العلماء الخالدين. . .