وألفت الجمعية العمومية كذلك لجنة للقضاء الدولي مؤلفة من ١٥ عضواً. واتخذت الجمعية كذلك قرارات عديدة أخرى تتعلق بنواح ثانوية من الشؤون الرئيسية. منها التنديد بالتلاعب في المعاملات التجارية، والتجارة بالمواد الغذائية في السوق السوداء. ومنها كذلك إنشاء مركز دولي في هيئة الأمم المتحدة لتدريب بعثات من مختلف الدول على الشؤون الإدارية وفنونها المتشعبة، وهو نوع من التخصص أخذ يحتل مكانة كبرى في معاهد العلم الراقية وأصبحت الحاجة ماسة إليه خصوصاً فيما يتعلق بشؤون التعاون الدولي الذي تمثله هيئة الأمم. واتخذت الجمعية كذلك بروتوكولاً دولياً لمراقبة المخدرات وقيدته بالتزامات أدبية وقانونية قاسية ضد الدول التي تخل باتباعه، وفي البروتوكول نص على استعمال العقوبات في بعض الحالات ضد الدولة أو الدول التي لا تتقيد بقوانين هذه المراقبة.
وقد احتلت الناحية الاجتماعية مكانة ملحوظة في قرارات هيئة الأمم، منها اقتراح بلجيكي يسأل المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للهيئة أن يضع مشروع ميثاق عالمي وضعته الأرجنتين لحماية المسنين من الشيوخ والعجزة وتوفير الطمأنينة الاقتصادية لهم.
وقرار آخر يقضي بأن تقوم دائرة الشؤون الاجتماعية في هيئة الأمم في لايك سكسس بتقديم المعونة الفنية مجاناً للدول والحكومات الراغبة فيها وخصوصاً ما يتعلق بالخدمات الاجتماعية وتنظيمها وتدريب الوطنيين في الشعوب التي لا تسمح ميزانياتها باستخدام الخبراء الأجانب.
هذا ملخص لأبرز قرارات الجمعية العمومية التي قضت شهرين ونصف الشهر في مناقشات حادة تجاوب أصداؤها في أركان العالم الذي يرتبط الآن بشبكة من المواصلات الفكرية السريعة.
ولعل أظرف تعليق على اجتماع باريس هذا وعلى أعمال هيئة الأمم إجمالاً هذا الرسم الكاريكاتوري الذي ظهر في جريدة فرنسية تصدر في العالم الجديد تدعى (لافرانس أميريك).