(١) البحث في الأمور العامة لجميع الطبيعيات كالمادة، والصورة، والحركة والمحرك الأول. . . الخ مما هو موضوع (سمع الكيان) عند أر سطو.
(٢) والبحث في أحوال الأجسام التي هي أركان العالم، كالسماوات والعوالم المختلفة، مما ورد (في السماء والعالم).
(٣) والبحث في الكون والفساد، والنشوء والبلى والاستحالة، والأجسام التي لكل منها والقابلة لها. . . الخ مما جاء في (الكون والفساد) لأر سطو.
(٤) والبحث بعد ذلك في العناصر الأربعة وما يعرض لها من حركات التخلخل والتكاتف، ويتناول الشهب والغيوم والأمطار والرعد والبرق والصواعق والرياح والزلازل والجبال والبحار. . . الخ
هذه أربع أقسام رئيسية كبرى من مباحث الطبيعيات الأولى، تتلوها أربعة أخرى تتناول تفصيل القول في الكائنات المعدنية (كما في الآثار العلوية وكتاب المعادن لأر سطو) ثم الكائنات النباتية (كتاب النبات) فالكائنات الحيوانية (كتاب طبائع الحيوان) وأخيراً القول في معرفة النفس والقوى الدراكة (الإدراكية) التي في الحيوانات، وخصوصاً التي في الإنسان وبيان أن التي في الإنسان لا تموت بموت البدن، وأنها جوهر روحاني إلهي مفارق (مما يشتمل عليه كتاباً (الحس والمحسوس) و (النفس) لأر سطو).
وهذا القسم الأخير هو موضوعكم، وإن كان يلزم وضعه في موضعه من الإطار الذي أوجزت لكم للعلوم عند ابن سينا. كما سيلزمكم معرفة موضع النفس ذاتها من سلسلة الموجودات في مذهبه - مما سأشرح لكم في مقال تال. والحديث عن النفس يتناول جزءاً كبيراً من طبيعيات النجاة، ويعرض لموضوعات متشعبة كثيرة، ويذكر تعريفات وتقسيمات مختلفة للنفس وقواها وملكاتها وأفاعيلها ووظائفها - مما هو سمة عامة من سمات البحوث النفسية في العصور الوسطى المسيحية والإسلامية؛ أعني كثرة تفريع الملكات والقوى والنفسية؛ مما كان محل سخط الفلاسفة النفسيين منذ عصر النهضة في العصر الحديث، ومما سيجعل مهمتكم في دراسة هذا الباب شاقة عسيرة شيئاً.
ولعلكم تستطيعون أن تتبينوا معي - من خلال هذه الكثرة المختلطة من الموضوعات - أنه