وقد دار بجلسة المؤتمر نقاش في بعض ما تضمنته المحاضرة، واشتجرت الآراء خاصة في مسألة الخطة التي ترسم للأدب. وهل من صالح الأدب أن يترك ميدانه حراً أو توضع له مناهج؟ ولعلي أستطيع أن آتي بشيء من ذلك في الأسبوع الآتي.
الفرقة المصرية في الفترة الأولى:
انتهى في آخر ديسمبر الماضي موسم الفرقة المصرية بمسرح الأوبرا، وبدأت تعمل به الفرق الأجنبية من أول يناير. وتقوم الفرقة برحلات تمثيلية خارج القاهرة، تعود بعدها إلى العمل في مسرح حديقة الأزبكية.
وقد أمضت الفرقة نصف موسمها في هذا العام إلى الآن، وهي مرحلة يحسن أن نسائل الفرقة ماذا فعلت فيها، وننظر أحققت رسالتها أو شيئاً منها إلى الآن، والغاية من هذا أن نتبين طريقها وما فيه من عقبات، وهل هو طريق طبيعي يؤدي إلى ما تهدف إليه الدول من رعايتها.
الغرض من الفرقة المصرية ترقية التمثيل العربي باعتباره فناً من الفنون الجميلة، وهي بحسب هذا الغرض الفرقة الوحيدة في مصر التي يرجى منها إنهاض المسرح المصري، وأن تكون مركزاً ونواة للتمثيل المسرحي الرفيع. وقد استهلت الفرقة موسمها الحالي ومهدت له بدعاية واسعة، ومضت فيه إلى الآن. وتكشف برنامجها عن رواية مؤلفة جديدة واحدة هي (سر الحاكم بأمر الله) وبعض الروايات المقتبسة، ثم روايات كثيرة قديمة من تأليف المدير العام للفرقة الأستاذ يوسف وهبي بك، كان قد مثلها قديماً على مسرح رمسيس القديم، وهي دون المستوى الفني الذي يلائم الفرقة والذي يتفق مع كلمة (ترقية التمثيل العربي) وإنما تعتمد على تملق عواطف الجمهور تملقاً يؤذي أذواق طلاب الفن الرفيع.
وحقاً إن الحكومة ضنينة على الفرقة ولم تمنحها الإعانة الكافية، فلا تزال إعانتها أحد عشر ألف جنيه في العام، وهو مبلغ ضئيل لا يكفي لمطالب النهوض بالفرقة واتجاهها إلى تأدية رسالتها، لأن الجمهور لا يكفيها نفقاتها، ولكن لا ينبغي أن يفضي ذلك إلى أن تتحول إلى فرقة تهريجية تستجلب الجمهور بالإنتاج الرخيص، فهي لم تنشأ لتكون أداة للربح وإنما يراد بها ترقية فن التمثيل، ولا حاجة بنا إلى أن تهبط ذلك الهبوط بالانحراف عن