الأول للغة العربية، عن (النهضة الأدبية العربية في العراق) بين فيها ظروف الحركة الأدبية العراقية في العصر الحديث، وعرض مظاهرها وخصائصها وتحدث عن طبقات الأدباء والشعراء، من عصر الوزير داود باشا إلى الوقت الحاضر. ومما قاله أن مما مني به الأدب أخيراً في العراق فقدان خطة عامة مرسومة للنهوض بالأدب وباللغة العربية في البلاد، ومن نتائج ذلك تشتت في الجهود الأدبية يخشى بعضهم أن يتطور إلى بلبلة فكرية، وقد تباعدت الشقة بين جيلنا الماضي والجيل الجديد، وأصبح حل هذه المشكلة بالتوفيق بين الجيلين شغل المفكرين الشاغل، وقد واجهت مصر مشكلة من هذا القبيل بلا شك ولكنها لم تبلغ حد المشكلة التي نواجهها في العراق وبعض البلاد العربية الأخرى لأن النهضة في مصر سارت منذ عهد محمد علي إلى اليوم في مراحل تدريجية تبعاً لخطة رسمها قادة الرأي في مصر فأدى ذلك إلى نوع من الاستقرار الفكري الأدبي، تغبطون عليه الآن. أما النهضة في العراق فلم تكن تدريجية خاضعة لخطة مرسومة، بل كانت اندفاعاً سريعاً إلى الأمام، على أن في العراق اليوم بالرغم من ذلك كله، طبقة من رجال العلم وأخرى من رجال الأدب والشعر، أما شعراء العصر وشعراء الشباب في العراق، ومثلهم على ما أظن شعراء العصر في مصر والشام، فهم فريقان: فريق يترسم شعراء الجيل في الماضي القريب مع شيء من التجديد. وقد نشرت لعدد من هؤلاء الشعراء دواوين لطيفة، ومنهم أحمد الصافي ومحمود الحبوبي ومهدي الجواهري والمقلد وعلي الخطيب وصالح الجعفري وشعراء الرابطة العلمية الأدبية المعروفة في النجف، ولولا هذه الطبقة الناهضة لخيل إلينا أن القريض العربي قد مات. وأما الفريق الآخر من شعراء الشباب، فهو يميل إلى مجاراة الغربيين ويحاول أن يتعاطى النظم على طريقتهم المعروفة، وعددهم قليل. وقد مالت طبقة تضم بعض حملة الشهادات الجامعية والعالية وغيرهم من الأدباء، إلى فن من فنون الأدب الحديث وهو فن القصة، فراحوا يخرجون القصص ترجمة وتأليفاً، ولا يزال هذا الفن في دور النشوء، وكثير من كتابه مقلدون. وفي البلاد عدد من العلماء والباحثين المنقطعين للدراسات على اختلاف موضوعاتها وكثرتهم في بغداد والموصل والنجف، وفي حواضر عراقية أخرى، ولهم أبحاث تنشر في بعض المجلات المصرية والسورية، نذكر منهم منير القاضي ومحمد بهجت الأثري ومصطفى جواد وعباس العزاوي وداود الجلبي وصادق