فقد تجنى الأستاذ هلالي - وهو بالمجمع اللغوي - على اللغة واللغويين حين قال:(اختلف اللغويون في النسبة إلى فلسطين أهي فلسطي أم فلسطيني. . . الخ) إذ الحق أن اللغويين لم يختلفوا في النسبة إلى فلسطين، بل لم يختلفوا في النسبة إلى قنسرين. وإن معنى الاختلاف أن كل فريق منهم يلزم نسبة خاصة لا يجيز غيرها، وهو ما لم يحدث في فلسطين التي التزم اللغويين النسبة المسموعة عن العرب وهي (فلسطي). كما لم يحدث هذا في قنسرين التي اتفق اللغويين على جواز (قنسري وقنسريني) تمشياً مع الوارد فيها وتطبيقاً لقواعد النسب عليها.
إبراهيم بديوي
المدرس بمعهد طنطا
حول (كاد أن):
نشر في البريد الأدبي كلمة أشار فيها بأن الفعل المضارع الواقع في موضع خبر كاد لا يقترن بأن وذلك هو القياس المطرد إلى آخره، وهذا القول غير صحيح من عدة أوجه؛ إذ أن الرأي المتفق عليه عند النحاة أن (كاد) يترجح تجرد خبرها من أن كقوله تعالى: (يكاد زيتها يضئ)(وما كادوا يفعلون) فيكون الكثير في خبرها أن يتجرد. كما أنه يجوز اقتران خبرها بأن مع القلة، وهذا بخلاف ما نص عليه الأندلسيون من أن اقتران خبرها بأن مخصوص بالشعر.
وقد جاء مقترناً بأن في غير الشعر كقول الرسول عليه السلام (وما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب)، والحديث الشريف يتفق مع القرآن في أن القرآن لا يأتي باللغات الشاذة وإلا لما كان معجزاً، فكذلك الحديث لا يأتي باللغات الشاذة، والله تعالى يقول (وما ينطق عن الهوى)، وقول الشاعر:
كادت النفس أن تفيض عليه ... مذ ثوى حشو ربطة وبرود
والشعر العربي إذا تعددت فيه الأمثلة فلا يكون ذلك ضرورة ولا شاذاً وإنما هو قاعدة مسلم بها.