نشرت (المصري)، قطعتين من الشعر للأستاذ عبد الرحمن الخميسي، تحت صورة فتاة حسناء، لست ادري مكانها من الشعر، أهي صورة التي يقصدها بالغزل، أم هي صورة (عمومية) يبغي بها جذب الأنظار، على طريقة بعض المحال التجارية و (صالونات) الحلاقة. . .؟ على أن الأستاذ وشعره ليسا في حاجة إلى ذلك، فهو أديب معروف، وما أرى الصورة إلا جانية على القطعتين المنشورتين، وهما من الشعر النابض، فالقارئ أما عادي لا يقرأ الشعر، وما لهذا حساب؛ وأما مستنير مثقف فيرى في نشر الشعر مقترناً بالصورة لوناً من الإسفاف ونوعاً من التعويض، فيعرض عنه.
وليست هذه أول مرة ينشر فيها الأستاذ الخميسي شعراً مع صورة، وبعض شعراء الشباب يلجئون إلى هذا الصنيع دون أن تعبر الصورة عن معنى معين يقصده الشاعر، ومن هؤلاء الأستاذ عزت حماد منصور بجريدة (البلاغ) فهل هي فكرة جديدة كفكرة (فتاة الغلاف) و (فتاة الحائط) فهي إذن (فتاة الشعر)؟
من هو الشقي الحزين؟
الآنسة أماني فريد إحدى الفتيات اللائى ينشر لهن في الغزل. . . وهو تطور جديد في أدبنا بصرف النظر عن قيمة هذا الشعر ومكانه من الأدب، وهو شيء طبيعي في هذا العصر الذي نعيش فيه، عصر التحرر. . .
وقد أنكر محرر جريدة (الزمان) على فتاة متخرجة في كلية الآداب قصيدة غزلية نشرتها لها إحدى الصحف، ذاهباً إلى أن هذا ليس من موروث عاداتنا ولا من طبيعة مجتمعنا ولا من طبيعة المرأة من حيث ميلها إلى أن تكون هي المطلوبة. وختم كلمته بفتح الموضوع للاستفتاء العام.
وأي شيء بقي من عاداتنا وتقاليدنا؟ وهل وقفت المرأة عند طبيعتها تلك؟
أعود إلى الآنسة أماني، فقد نشرت (البلاغ) أبياتا بتوقيعها عنوانها (لوعة) جاء فيها هذا البيت: