للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التي يعيش فيها أي من البيئة الشعبية، وبعد أن فرق بين أدب الفصحى والأدب العامي قال: نحن حريصون على أرستقراطيتنا الأدبية حرصنا على الديمقراطية السياسية.

وقد نجح الدكتور طه إلى أرستقراطية الأدبية على اعتبار أنها أدب الفصحى، ولكن هل يصح أن تطلق الأرستقراطية على الأدب الذي يستمد قوته من البيئة الشعبية؟ ألسنا نتجه الآن إلى الشعب، نعلمه العربية الفصيحة ونكتب له بها معبرين عن قضاياه ومسائله؟ بل ألسنا نحن من صميم الشعب؟ وماذا نصنع بالأرستقراطية التي نشتريها إذا فرطنا في مائة مليون إنسان بدل أن نرفعهم ونحييهم بأدبنا؟

إنني لا أفهم أرستقراطية الأدب إلا أن تكون ذلك النوع الذي كان يتحلى بأصحابه الحكام والأمراء لقاء ما يرزقونهم، أما الأديب الذي يأكل ويشرب من ثمن أدبه وكتابته، الذي يدفعه إليه الشعب، فما ينبغي له أن يسقط الشعب من حسابه، إن الشعب في الحياة التي نهدف إليها هو كل شئ، فيه نبتنا، وإليه نتجه، وبه يجب أن نرتقي وعنه يجب أن نعبر، حتى ينسب أدب الفصحى إليه فيقال له (الأدب الشعبي)، أما الأدب العامي من زجل وموشحات و. . . الخ فهو شئ آخر، الكتابة فيه (أقرب إلى علم أحوال الإنسان منه إلى الأدب، كما قال أستاذ الجيل.

وأما الأرستقراطية فهي كلمة ممقوته مرذولة في السياسة وفي الأدب وفي كل شئ.

ذكرى باحثة البادية

احتفل الحزب النسائي الوطني يوم الأحد الماضي بذكرى باحثة بادية ملك حقني ناصف بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على وفاتها وقد تكلم في هذا الحفل عدد من النساء وبعض الرجال، ودار كلام السيدات والآنسات كله حول حقوق المرأة وظلم الرجل له وأن المحتفل بذكراها كانت من الماجدات في هذا الميدان؛ ولم تعن إحداهن بأن تجلو شخصية باحثة البادية من جوانبها المختلفة، وخاصة الناحية الأدبية، فلم يكن الحفل إلا مناحة على حرمان المرأة المصرية حق الانتخاب ودخول البرلمان. . .

وأنا أحب أن أقول لهؤلاء السيدان والآنسات: لو كان عندنا عدد من مثيلات باحثة البادية لكان للمرأة المصرية اليوم شأن غير ما هي عليه الآن فباحثة البادية أول امرأة مصرية أمسكت القلم ودافعت عن حقوق المرأة ودعت إلى تعليم البنت، واستعانت على ذلك بأدبها

<<  <  ج:
ص:  >  >>