للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يحفظها من قبل بالضم لما كان بين الشيئين الحسيين؟

نسب أبي عمرو:

اشتهر بكنيته أبي عمرو واسمه الحقيقي زبان بن العلاء بن عمار أبن العريان بن عبد الله بن الحصين، وينتهي إلى مازن من تميم، كان من أشراف العرب ووجهائها مدحه الفرزدق بقوله:

ما زلت أفتح أبواباً وأغلقها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمار

وغضب مرة فهجاه ثم جاء إليه معتذرا فقال أبو عمرو:

هجوت زبان ثم جئت معتذراً ... من هجو زبان لم تهجو ولم تدع

ويكفي في مكانته من قبيلته أن أباه كان من الرجال الذين اتجهت إليهم أنظار الحجاج فطلبه للقضاء عليه.

نشأته وشيوخه

ولد بمكة في أواخر العقد السابع من القرن الأول الهجري، وبها وبالمدينة كان تلقيه لكتاب الله حيث كان يسارع إلى حفظه كل فتى من أهل الحرمين وغيرهما من الأمصار إذ ذاك. وكان علماؤها يتلقون روايات القرآن المختلفة عن رسول الله ويختارون منها ما وافق شروطهم في الاختيار؛ وكانت رواية هذا أو بعضه تعد - بجانب رواية الحديث - أعظم ما يهتم به المتعلمون وأكرم ما يسعى إليه الراغبون. ولكن أبا عمرو لم يدع أحدا من نابهي القراء وعرضها عليه. وأقدم من أخذ عنه من أهل مكة مجاهد بن جبر المتوفى سنة ١٠٣ هـ وعطاء أبن أبي رباح المتوفى سنة ١١٤، وعكرمة بن خالد المخزومي المتوفى سنة ١١٥، وعبد الله بن كثير أحد القراء السبعة المتوفى سنة ١٢٠، ومحمد بن محيصين أحد القراء الأربعة عشر المتوفى سنة ٢٣، وحميد بن قيس الأعرج المتوفى سنة ١٣٠.

وأخذ من شيوخ المدينة عن يزيد بن رومان المتوفى سنة ١٢٠ وأبي جعفر يزيد بن القعقاع أحد القراء العشرة المتوفى سنة ١٣٠ وشيبة بن نصاح المتوفى سنة ١٣٠ وقد تلقى عن هؤلاء الثلاثة أيضا نافع أحد القراء السبعة. ورحل إلى البصرة والكوفة فأخذ من شيوخ البصرة عن نصرين عاصم ويحيى بن يعمر اللذين توفيا سنة٩٠ القرآن والنحو؛ وأخذ عن

<<  <  ج:
ص:  >  >>