الحسن البصري المتوفى سنة ١١٠ أحد القراء الأربعة عشر القرآن، وعن عبد الله بن أبي أسحق الحضرمي المتوفى سنة ١١٧ القرآن والنحو، وتلقى بالكوفة القرآن عن سعيد بن جبير المتوفى سنة ٩٥ وعاصم بن أبي النجود أحد القراء السبعة المتوفى سنة ١٢٧ فأبو عمرو وهو أحد السبعة المشهورين إلى عهدنا هذا مع بقية العشرة إلى الأربعة عشر، أخذ عن كل من سبقه في السن وشارك من قاربه إلا أبن عامر بدمشق فانه لم يأخذ عنه ولم يشاركه ولعل أبا عمرو لم يكن - كما يبدو من طلب الحجاج لأبيه - من المقربين إلى خلفاء بني امية، فلم يحاول أن يقدم عاصمتهم ويأخذ عن قارئها عبد الله بن عامر، وبخاصة إذا علمنا انه زار دمشق في دولة العباسيين ثم أستقر به المقام في البصرة إلا ما ندر حيث تهيأت له إمامة القراءات والأدب بعد أن طوف بالأمصار وخاض البوادي.
علمه:
ليس بالكثير على رجل كأبي عمرو، وقد أخذ عن أعلام الإسلام وأجلة العلماء أن تكون له مكانته في العلم ملحوظة، فيقول في تلميذه أبو عبيده: كان أعلم الناس بالقراءات والعربية وأيام العرب والشعر. وأن يقول تلميذه الأصمعي: سألت أبا عمرو عن ألف مسألة فأجابني فيها بألف حجة. وأن يعتز أبو عمرو بما وفقه الله إليه فيقول: لقد حفظت في علم القرآن ما لو كبت ما قدر الأعمش على حمله. ويقول ما رأيت أحدا قبلي أعلم مني. ويزيد الأصمعي على ذلك: ولم أر بعد أبي عمرو أعلم منه. وفيه يقول تلميذه يونس بن حبيب:(لو كان أحد ينبغي أن يؤخذ بقوله في كل شيء كان ينبغي أن يؤخذ بقول أبي عمرو بن العلاء).
وهو إلى جانب شيوخه الذين فاق بعددهم كل من عاصره كانت دفاتره ملء بيته إلى السقف.
أدبه
يروى أبو عمرو الشيباني: ما سألت أبا عمرو بن العلاء عن حماد إلا قدمه على نفسه. ولا سألت حماداً عن أبي عمرو إلا قدمه على نفسه. وإن كتب الأدب واللغة لتروي شروح أبي عمرو للشعر وروايته له وذوقه الأدبي في تخير أجودها، فأبو الفرج في أغانيه يقول: كان أبو عمرو: يرى أن بشار بن برد أبدع الناس بيتا حيث يقول: