للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في قراءته وقد يشاركه فيه غيره ومع هذا قد يتفق مع نافع وأبن كثير وأبي جعفر وأبن محيصين في فتح ياء المتكلم إذا وقعت بعدها همزة قطع مفتوحة مثل أني أعلم، ويتفق مع نافع وأبي جعفر في فتحها إذا وقعت بعدها همزة قطع مكسورة مثل من أنصاري إلى الله.

٤ - الإدغام: يظهر أن الإدغام من عادة قبيلة تميم اللغوية. وللإدغام في القراءات أسباب وشروط وموانع فإذا وجد الشرط والسبب وأرتفع المانع جاز الإدغام. وأسبابه:

١ - تماثل الحرفين بأن يتحدا مخرجا وصفة كالباء في الباء

٢ - التجانس: بأن يتفق الحرفان مخرجا ويختلفا صفة كالدال في التاء

٣ - التقارب: بأن يتقاربا مخرجا أو يتقاربا صفة أو يتقاربا مخرجا وصفة. وقد اختص أبو عمرو بما يسمونه الإدغام الكبير فهو يحرص عليه ويمتاز به عن غيره من القراء، وقد يشاركه بعضهم في نوع منه، وقد تكفلت بتفصيل ذلك كتب القراءات

أما اختلاف القراء في أن الفعل بالغيبة أو الخطاب، أو أنه رباعي أو ثلاثيأو أن الاسم منون أو غير منون، وما شابه ذلك مما ليس من الأصول العامة ولا يعرف إلا عند فرش الحروف أي تلاوة الآيات فإن أبا عمرو كثيراً ما يوافق شيوخه الحجازيين فيما اختاروه.

وفاته

في سنه ١٥٤هـ تقريبا توفي أبو عمرو في الكوفة عند عودته من دمشق حيث كان في زيارة لواليها عبد الوهاب من بني العباس. قال أبو عمرو الأسدي: لما أتى نعي أبي عمرو أتيت أولاده فعزيتهم عنه، فأني لعندهم إذ أقبل يونس بن حبيب فقال: نعزيكم وأنفسنا بمن لا نرى شبها له آخر الزمان. والله لو قسم علم أبي عمرو وزهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهاداً. والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره ما هو عليه. ويروى أبن الجزري إن قراءة أبي عمرو في القرن الثامن ومفتتح التاسع كان عليها الناس بالشام والحجاز واليمن ومصر). ولقد كانت إلى عهد قريب منتشرة بصعيد مصر، ثم طغت عليها رواية حفص عن عاصم. رحم الله أبا عمرو رحمة واسعة.

عبد الستار أحمد فراج

محرر المجمع العلمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>