أبو عمرو. فقال لا اله إلا الله! كادت العلماء أن تكون أربابا. كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يؤول).
ولقد نبغ من تلاميذه من أصبحوا حجة في الأدب واللغة والنحو والقراءات؛ فأبو عبيده والأصمعي وأبو زيد الأنصاري والخليل بن أحمد ويونس بن حبيب ويحيى بن المبارك اليزيدي ومعاذ بن مسلم وسيبويه كلهم غرس يده وفيض بحره وثمرة علمه فكل فضل ينسب إليهم يشاركهم فيه، وكل علم إنما هو الذي فتح لهم أبوابه وأنار لهم سبله.
زهده:
إن هذه النفس الصافية التي انقطعت للعلم ونشره قد لجأت إلى بارئها أخلصت له راجية أن يشملها بعفوه شاكرة له توفيقه وجزيل نعمه، فما كان يدخل شهر رمضان حتى ينقطع عن إنشاد الشعر ويختم القرآن كل ثلاث ليال مرة. وكان نقش خاتمه:
وإن امرأ دنياه أكبر همه ... لمستمسك منها بحبل غرور
ولما بلغ به النسك مداه أحرق جميع دفاتره التي كانت ملء بيتهإلى السقف لينقطع إلى قراءة القرآن:
أصول قراءته وأثر شيوخه وقبيلته فيها:
كان لشيوخ أبي عمرو في القراءة أثر ولقبيلته أثر.
١ - فتسهيل الهمزة عادة لغوية للحجازيين تخالف قبيلة أبي عمرو، لكنه تأثر بشيوخه فكثيرا ما يشارك نافعا وأبن كثير وأبا جعفر وأبن محيصين وهم قراء مكة والمدينة الذين أخذ عنهم أو شاركهم فيمن تلقوا عنه.
٢ - والإمالة عادة لغوية لقبيلته تميم ومن شاركها من سكان نجد؛ لهذا كانت الإمالة من أصول قراءة أبي عمرو إلا أن إمالته لم تكن كبرى، بل هي بين الصغرى والكبرى؛ فليس كقراء الكوفة ولا كقراء الحجاز. بل بين المذهبين. وغالبا ما يشاركه في الإمالة الأزرق من رواية ورش عن نافع إلا أن إمالة الأزرق صغرى وقد يزيد إنه يميل ما لا يميله أبو عمرو، وقد تكلفت كتب القراءات بشروط كل منهم فيما يمال.
٣ - تسكين الوسط المتحرك من تخفيف قبيلة أبي عمرو، ولهذا كان التخفيف مما يسلكه