والاستطلاع عما يبقى من أضوائه في ثنايا الأفق. هذا وكانت النفوس متعطشة إلى الاستزادة من الثقافة العلم، فوجهت همها لتكملة ما يأتي به التطور ولمساعدة أشعته على النفاذ ولحشد جموع استقباله، فتضاءل الأدب الشعبي وهو ينظر كاسف البال إلى ذلك الأعراض، ولكنه ربما يسره في قرارة نفسه منتظرا ساعة النتيجة السعيدة لحداثة التطور، فتؤوب إليه النفوس وتدفع العلوم الطريفة والفنون الجديدةمريديه لان يحتفلوابه ويهيئوا له الظرف المناسب ليأتي بالثمرة المرجوة منه والتي أتت بعض أكلها حين لاقى الإقبال والابتسام، فكان مهدا لإصلاح النفوس وكان حافزا للهمم وكان دافعا للحماسة وكان موقظا للعزيمة والبسالة كما كان سبيلا للدعاية الصالحة. . .
كان العيد يزهو بدلاله ويرفل في غلائل نخوته، وكان يومه مشرقا مزدهرا، ونظر أحد الفقراء في الكويت إلى مباهجه ومسراته التي حرم منها، ثم أخذ يقول:
وين القماش اللي من الدر جبنا ... الله عليهم وان كلوا من تعبنا
قل أنتمأهل الجودات وأهل المروة ... مسير شئ حدث فيكم يا ناسي توه
أشوف بالوقت تاخدونا قوه ... يا ما حديتونا بعجر ودبابيس
ونحن إذ نستمع لهذا القول قد نفهمه وقد لا نفهمه وأستطيع أن اشرح بعض المعاني لبعض كلماته على سبيل المثال ليتسنى لنا فهمه والحكم عليه.
فوين: أين، القماش: اللؤلؤ، اللي: الذي، جبنا: أتينا، تبون: تريدون، إفلوس: دراهم، مير: لكن، توه: الآن، حديتونا: سقتونا، والعجر جمع عجر: عصا ملموسة الرأس، والدبابيس جمع دبوس وهو عصا في رأسها قطعة من قار أو حديد ولندع هذا وننظر إلى هذا الشعر الشعبي الذي طالما أحبه الأطفال الكويتيين ورددوه.