للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يا طير يلى كلما طار ... زاد العنا والهم فيَّه

من يبتلي بحب البكار (الأبكار) ... ضاجت (ضاقت) عليه ارض وسيعية (واسعة)

وفقت أنا والبال محتار ... يا هل النظر ردوه عليَّه

ما من جريب (قريب) يأخذ الثار ... من ساهي العين السجية

وفهد بورسلي أضعه في مرتبة كبرى من الشعراء الشعبيين في الكويت، ولكن المأخذ الأوحد الذي أخذه عليه هو أن شعره يشوبه قليل من الانحلال في تركيبه، بيد أنه شاعر له من لطف المشاعر وجميل الإشارات وبديع اللفتات وبهيج المعاني ما يقدمه في صفوف الشعراء:

وقال محمد فوزان:

أهلا عدد ما هللوا بالمساجد ... أو عددما ركب سرى يخبط البيد

بكتاب من نظمه سواه القلايد ... ومرصع بالدر يزهي على الغيد

وقال عبد الله الفرج في الغزل:

عزيز لمثلي ما يوني ونينه ... ومسهد بين التجافي والأبعاد

ما يختفي منه غرام بيبنه ... نوحه إذا نام الخليلون يزداد

ويلومك اللي ما بدا بالضغينه ... ولا شفع قلبه من الخود مياد

ولي ملاحظة على أقوال هذين الشاعرين الكبيرين (أبن فرج وأبن فوزان) فكثيرا ما أرى شعرهم محتفظا بالصبغة الفصحى، فتلقى فيه كلمات عربية فصيحة كثيرة لو أنعمت النظر في قراءتها وفي بحثها على حدة ألفيتها ترجع بالفكر إلى كلمات الشعر الجاهلي، إما وقد زار أبن فوزان بعض البلاد الرائعة كلبنان الجميل ووجد الرقة والعذوبة في الألفاظ الشعرية السهلة لا في التضخم الجاهلي، فسوف يتحول وسوف يضفي بدائع لا في التضخم الجاهلي فسوف يتحول وسوف يضفي بدائع الثقافة الجديدة مع الألفاظ الخمرية على شعره الشعبي الرائع فيزداد حلاوة وعذوبة ويبزغ لنا من جديد مختالا حالما تسرح العقول في سكرات من الحنين حين تتلاعب به لوامع الشفاه.

وقال أحد شعراء الكويت النبطيين:

لا تبتلي ذا الناس في شيل الأثقال ... تبلى بهم مثل الطفل في رضاعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>