وملاحظتي الأخيرة عن هذا الأدب الشعبي أنه لم يتبذل في القول، ولم يتخذ عامي الكلام سبيلا للنكات الفاحشة ولا أغراض طيبة تجني الكويت من ورائها كل خير وكل فائدة.
وما هو إلا قليل من العناية وقليل من التشجيع ومزيد من الثقافة الجديدة التي أفعمت سماء الكويت وأرضها تضفي على الأدب الشعبي حتى يكون في مصاف الآداب الشعبية. وأنا أرى أن الكويت في حاجة ماسة إليه لتتخذه وسيلة لدعايتها الوطنية، وقد جربت فيه ذلك فوجدت الدرع الفولاذي والفكر العبقري.
ولا يغيب عنا أن اللهجة الكويتية الأثر البين في الأدب الشعبي في الكويت، وسأبحث تلك اللهجة في مقال مقبل بحثاً مستفيضاً، إذ أن قراء العربية في حاجة ماسة لأن يعرفوا الشيء الكثير عن الكويت، وقد ارتقت رقيا باهرا في أوقات قصيرة، بيد أن وهن الدعاية وقلة أساليب التعارف ووسائلها بين أقطار العالم العربي يجول دون إبداء الحقيقة والمعرفة الصحيحة، وما أحوجنا إلى إبدائها ونحن في فترات أحوج ما تكون فيها إلى التآزر والتضامن في جميع عناصر الحياة.